الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيمون الساحر
سِيمُونُ ..قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ قَائِلاً: أَعْطِيَانِي .. هَذَا السُّلْطَانَ، حَتَّى أَيُّ مَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقْبَلُ الرُّوحَ الْقُدُسَ ( أعمال 8: 18 ، 19)
عندما أُعطيَ الروح القدس، وُضع الخط الفاصل بين الحقيقي وبين المُزيف. فليس كل مَن اعتمدوا مؤمنين حقيقيين، ولكن الروح القدس أُعطيَ للمؤمنين الحقيقيين فقط. وبناء عليه، لم يَنَل سيمون في السامرة الروح القدس. والشخص الذي اعتمد يُعلن دخوله إلى ملكوت الله، وأنه يحمل اسم الرب يسوع، كسَيِّد جديد له. وقد خضع ”سيمون“ لكل هذا، ولكن عندما جاء الامتحان، انكشف زيفه. ولم يكن ليقول: «أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان» (ع19)، لو أنه كان قد حصل عليه فعلاً، بل إنه في الواقع لم يفهم حقيقته، كما ثبت من عرضه الدراهم ليحصل عليه.

ولا بد أنها كانت ضربة عظيمة لسيمون، الذي كان سابقًا يسيطر على شعب السامرة بأعماله الخارقة، أن يجد جمهورًا كبيرًا يمتلك الآن القوة، التي جعلت أعماله المظلمة في حضرتها لا شيء. لقد امتلكوا هبة الروح القدس، وحُرم هو منها. هذا جعله يفضح نفسه تمامًا بعرضه الدراهم على الرسل. وكان يريد، ليس فقط أن يشتري الروح القدس لنفسه، بل أيضًا شراء سلطان نقله للآخرين بوضع يديه عليهم. ولا شك أنه شعر أنه إذا امتلك مثل هذه القوة، فإن أية دراهم يدفعها لشرائها هي بالتأكيد استثمار مُربح.

هذه هي ثالث مرة سُجلت لإطلال الشر برأسه في دائرة الذين اعتمدوا: وكان أولها ”حنانيا وسفيرة“ (أع5)، وثانيها التذمر من الأرامل اللاتي تعرضن للإهمال (أع6)، وثالثها سيمون الساحر (أع8). وفي كل منها، نلاحظ عنصر المال موجودًا. وفي هذه الحالة الثالثة، نرى بداية محاولات الشيطان لتحويل إيمان المسيح النقي إلى ديانة لكسب المال. في السامرة، كان مجرد نبع صغير في رجل واحد، ولكن سرعان ما تضخَّم ليصبح فيضانًا يجرف الغنى الفادح إلى نظام ديني، فيه صار كل شيء - من المفروض أنه عطية من الله - يمكن شراءه بالمال.

ولم يتهاون بطرس مع سيمون الساحر، بل بيَّن له بوضوح أن فكره الشرير هذا، يكشف عن أن قلبه «ليس مستقيمًا أمام الله» (ع21)، وأنه بعيد تمامًا عن دائرة الإيمان الحقيقي بالمسيح، وأنه هو وفضته مصيرهما الهلاك. وقد كانت كلمات بطرس بالتأكيد نبوية، عن المصير الذي سيصيب النظام الديني العظيم في النهاية، والذي حوَّل المسيحية خلال عصور طويلة إلى ”ديانة المال“.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net