الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 16 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اللمسة بين الوَهم والفهم
لأَنَّهَا قَالَتْ فِي نَفْسِهَا: إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ ( متى 9: 21 )
أهداب ثوب المسيح أم المسيح؟

المرأة النازفة الدم .. قال الكتاب عنها إنها سمعت عن يسوع، ولم يَقُل إنها سمعت عن ثوب يسوع. سمعت عن قوة مُذهلة في يسوع وليس عن قوة سحرية في ثوبه. نعم إن المسيح عندما علَّق على المشهد في مرقس 5: 30 قال: «مَن لمس ثيابي؟» لكنه في لوقا 8: 45 «قال يسوع: مَن الذي لمسني؟» وكأنه يقول: أنا أعلم أن هناك شخصًا اخترق الجموع ولمس ثيابي، لكن الذي أوقفني هو أن هناك قلبًا واثقًا مُصممًا بإيمانه اخترق قلبي ولمسني أنا شخصيًا. كثيرون حوله (يزحمونه) لمسوا ثيابه ولم يأخذوا شيئًا، وواحدة فقط لمست قلبه وأخذت قوة.

ولعلك لاحظت يا صديقي أن سر الشفاء هو الإيمان وليس اللمسة «إيمانك قد شفاكِ» ( مر 5: 34 ). وأن القوة خرجت من المسيح وليس من الثياب «شاعرًا في نفسه بالقوة التي خرجت منه» ( مر 5: 30 ). بلغة مجازية أقول إن جزيئات القوة كامنة في المسيح وليس في الثياب، وموجات القوة مصدرها المسيح وليس الثياب. وكأن الإيمان هو الوصلة التي حققت نظرية الأواني المستطرقة، إن جاز أن أقول هذا. بالإيمان اتصل إناء المرأة الفارغ من القوة، بالمسيح المملوء قوة، فانتقلت القوة من المملوء للفارغ، فجف الدم في الحال.

صديقي .. إن اللمسة اليوم في ظل الحياة بالإيمان لا تعني حرفية الفعل بل حرفية الأثر. وهذا ما حدث. فإن جفاف ينبوع الدم هو أثر حرفي ملموس، وإن كانت اللمسة إيمانية.

كنتُ الأثيم الجانـــي فرَّق لي يسوعْ
طبيبيَ الروحانـــي والقادرُ النفوعْ
من الشَّقــــــا نجاني وفُزتُ بالرجوعْ
فالشكـــــــــرُ للمنانِ بمشهـــد الجموعْ
فما بلغتُ قصدي وزادَ بي النحيبْ
ظل الرجاءُ عندي واليأس كالمريبْ
حتى أزالَ وجدي مخلِّصي الحبيبْ

ريمون جوزيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net