الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لنذهب إلى الأُردُن
وَقَالَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ.. لْنَذْهَبْ إِلَى الأُرْدُنِّ وَنَأْخُذْ مِنْ هُنَاكَ ..خَشَبَةً، وَنَعْمَلْ لأَنْفُسِنَا هُنَاكَ مَوْضِعًا ( 2ملوك 6: 1 ، 2)
لقد شعر بنو الأنبياء بحاجتهم لتوسيع مكان إقامتهم. وكانت الوسيلة للتغيير معروفة: «فلنذهب إلى الأردن ونأخذ من هناك كُل واحدٍ خشبة، ونعمل لأنفسنا هناك موضعًا لنُقيم فيهِ». كان لدى بني الأنبياء قناعات صحيحة، وها هي تتحول إلى قرارات صحيحة، فلا حل للمشكلة سوى بالذهاب إلى الأردن. هذه هي البداية. الأردن يتحدث عن موتنا مع المسيح، هذه الحقيقة المؤلمة كثيرًا ما نتجنبها كمؤمنين، ولكن بداية كل تغيير تأتي من نظرة صحيحة لذواتنا. الجسد قد دِين في الصليب، ولم يكن هناك أي حل له، لا تعديل أو تحسين أو تغيير بل موت.

«فلنذهب إلى الأردن ونأخذ من هناك كلُّ واحدٍ خشبة». الشجرة أو الخشبة لا تحتاج أن تُقطع فهي قد قُطعت بالفعل، ”قُطع المسيح وليس له ( رو 8: 3 ). هناك فقط نذهب لنأخذ خشبة. وعلينا أن ندرك شيئًا عن الخشبة التى عُلِّق عليها المسيح، فالصليب كان الوسيلة للحكم على الجسد «لأنه ما كان الناموس عاجزًا عنه في ما كان ضعيفًا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد» ( لو 9: 23 ، 4). وأن يأخذ كل واحد خشبة، هذا يُذكِّرنا على نحو ما بكلام الرب يسوع: «إن أرادَ أحدٌ أن يأتي ورائي فلينكر نفسه، ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني» (لو9: 23). فالمسيح – تبارك اسمه - قُطع مرة واحدة، ولكن علينا نحن أن نحمل الصليب كل يوم وكل لحظة.

عندما نأخذ لأنفسنا كل واحد خشبة، يأتي القول الجميل: «ونعمل لأنفسنا هناكَ موضعًا لنُقيم فيهِ». إنهم لن يبنوا مكانًا بعيدًا عن الأردن، بل بالقرب منه لكي يُقيموا هناك. وهكذا لنا ثلاثية رائعة تبدأ بالذهاب إلى الأردن، ثم يأخذوا كل واحد خشبة، وأخيرًا نعمل لأنفسنا موضعًا. في الأولى نرى التوجُّه الصحيح. وفي الثانية نرى العمل الصحيح. وفي الثالثة نرى الرغبة الصحيحة.

لقد أقام بولس عند الأردن، فاستطاع أن ينتصر على رغبة الجسد فقال: «وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلبَ العالم لي، وأنا للعالم» ( غل 6: 14 )، في الصليب الموضع الذي فيه يُقال: «صُلِبَ الجسد مع الأهواء والشهوات».

هنا يكتشف بنو الأنبياء أنهم لم يكونوا فقط فى حاجة إلى توسيع الموضع، بل إلى تغيير الموضع، ليكون بجوار الأردن، ويكون المكان مصنوعًا من خشب الأردن.

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net