الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غُرباء ونُزَلاء
أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ ( 1بطرس 2: 11 )
الذين كان يُخاطبهم الرسول بطرس كانوا بالطبع ”غُرباء ونُزلاء“ في البلاد التي تشتَّتوا فيها ( 1بط 1: 1 )، ولكن ليس هذا ما يُشير الرسول إليه هنا. فكل مؤمن هو غريب ونزيل (سائح)، ولا يدهشنا هذا، لأن نفس حقيقة أننا صرنا في علاقة حميمة ومُكرَّمة مع الله، لا بد أن يقابلها قطع العلاقة مع العالم. فالعالم في عداء كُلي مع الله، ولا يمكننا أن نرتبط بالاثنين في الوقت نفسه. فإما هذا أو ذاك. فبالنسبة لنا هي علاقة واتحاد مع الله، ولذلك فنحن «غُرباء ونُزلاء» في العالم.

لقد بدأ العالم نفسه ”بقايين“ الذي كان «تائهًا وهاربًا ... في الأرض» ( تك 4: 12 ). التائه (أو الشريد) هو الشخص الذي هرب من البيت. والهارب هو الذي ليس له بيت. والغريب هو الشخص البعيد عن البيت. والنزيل (أو السائح) هو الشخص الذي في الطريق إلى البيت.

إن محضر الله الحقيقي هو البيت أو الوطن لنفوسنا، ونحن قد انفصلنا عن العالم ولذلك فنحن غرباء فيه، مع أننا تُركنا فيه لفترة محدودة لنُخبِّر بفضائل الله. إلا أننا لسنا تائهين نسير على غير هُدى، لأننا سياح أيضًا، وهذا معناه أن هناك هدفًا أمامنا؛ مقصدًا معيَّنًا نسعى إليه.

العالم غارق في الشهوات والرغبات الجسدية، وهدفه هو إشباع هذه الشهوات. أما المؤمن فله رغبات أخرى ذات طابع روحي، لا تنبع من الجسد على الإطلاق، والطريق الوحيد لإنمائها هو الامتناع عن شهوات الجسد، وهذا أمر شخصي جدًا.

وتتناول الآية 12 حياتنا في علاقتنا بالآخرين «وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة، لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يُمجدون الله في يوم الافتقاد». فالأمم كانوا بالطبع رافضين لهؤلاء اليهود المتغربين في وسطهم، ويميلون للافتراء عليهم. وإذا آمن أحد هؤلاء بالمسيح، فإن افتراء الأمم عليهم يكون متوقَّعًا أكثر. ولذلك، فأسلوب حياتهم كلها يجب أن يكون بالحق والإخلاص. واليهودي، بما فيه من غريزة قوية كاسحة في موضوع كسب الربح، قد يكون محتاجًا بشكل خاص لهذا التحريض، لكن مَنْ منا لا يحتاجه؟ فإذا تمسَّكنا بالبر، فإن المُفترين علينا (أعداءنا) سيمجِّدون الله في النهاية. قد يحدث هذا الآن بطريقة يكون فيها بركتهم. ولو أنهم بكل يقين سوف يمجدون الله عندما يفتقدهم الله في الدينونة.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net