الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 1 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السَيِّد مع تلميذي عمواس
وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا ( لوقا 24: 15 )
يُحدثنا إنجيل لوقا في بدايته عن اثنين فقَدَا يسوع، وبعد ثلاثة أيام قالا: «كنا نطلبك مُعذَّبين!» ( لو 2: 48 )، ويُختَم الإنجيل باثنين آخرين فقَدَا يسوع لمدة ثلاثة أيام وغمرهما حزن شديد، وهَّم مُضْنٍ. ما أتعس طريقًا لا يرافقنا الرب فيه! ولنُلقي الضوء على بعض الثنائيات:

* معرفة محدودة وعواطف مقدسة: لقد كان التلميذان محدودي المعرفة في أقوال الأنبياء، وأقوال المسيح نفسه. فلم يُدركا أن المسيح لا بد أن يقوم في اليوم الثالث. ولكن مع المعرفة المحدودة كان لديهما العواطف المقدسة، والقلب المُحب، فلم يتحدثا إلا عنه. ونحن الآن لدينا معرفة أكثر منهما، لكن تُرى هل لدينا العواطف المقدسة نظيرهما؟!

* محزونان وراعٍ أمين: إن حُزنهما الشديد دفعهما لأن يبتعدا عن أورشليم حيث ذكريات الأحداث المُحزنة. لكن الرب الذي أحبَّ خاصته إلى المنتهى لم يتركهما في فشلهما وحُزنهما «اقترب إليهما يسوع نفسه»، ليتم القول: «أسكن ... مع المُنسحق والمتواضع الروح، لأُحيي روح المتواضعين، ولأُحيي قلب المنسحقين».

* غبيان ومُعلِّم صبور: لقد قالا للرب: «هل أنتَ مُتغرِّب وحدكَ في أورشليم ولم تعلَم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام؟». لقد وجَّهَا اللوم للسيد. ونحن غالبًا عندما نظن أننا نعلم كل شيء، يوجِّه لنا الرب نفس ما قاله لذينك التلميذين: «أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء!». وابتدأ المعلِّم الصبور يُفسر لتلميذيه الغبيين الأمور المختصة به في جميع الكتب. وهذا معناه أن كل الكتاب يتحدث عنه.

* مكان أبعد، وتمسك بغريب مُسافر: عند مفترق الطُرق تظاهر الرب بأنه مُنطلق إلى مكانٍ أبعد، فهو كالغريب لا يفرض نفسه على أحد. لكنهما ألزماه قائلين: «امكُث معنا». والرب يفرح ويُسَرّ بأن يرى قلوبًا متعلقة به، وأيادي مُمسكة به «فدخل ليمكث معهما».

* عشاء لم يؤكل، وعودة مِن حيث أتيا: ما أن كسر الخبز حتى عرفاه، فاختفى عنهما. وهما لم يطيقا الانتظار إلى الصباح ليُخبرا باقي التلاميذ، بل إذ تذوقا حلاوة شخصه كالمُقام، أسرعا عائدين إلى تلاميذه يُخبران بما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز. وما أعظمه يومًا بدأ بالحزن واليأس، ولكن تغيَّر الحال تمامًا بمجرد أن ظهر الرب في المشهد!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net