الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كفايته لكل القطيع
أَنْدَرَاوُسُ ... وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ ... فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ ( يوحنا 1: 40 - 42)
ثمة هواجس سطحية تدلل خطأ أن المسيحية تجتذب نوعًا معينًا من الناس؛ الفقراء، العاطفيين، ضعاف القلوب! ولكن مثل هذه الاعتراضات تدحضها حقائق مبنية على استقراء الواقع. فقد سجد للمسيح وخَدَمه رجال ونساء من مختلف المشارب والأماكن والأمزجة. وأولئك الذين سُرُّوا بأن يُسَمُّوا باسم ذاك الذي ”اسمه فوق كل اسم“، ينتمون إلى شتى سُبل الحياة: من كل أمة وعشيرة تحت الشمس، ملوك وملكات، رجال دولة ورجال حرب، علماء وفلاسفة، شعراء وموسيقيون، محامون وأطباء، فلاحون وصيادون ... كلهم يهتفون: ”مستحق ... أيها الخروف“.

وباستعراض هؤلاء الراجعين المُبكِّرين إليه، نجد ذات المبدأ مشروحًا في يوحنا 1: 35-51 بوضوح: فيبدو أن التلميذ الثاني بين تلميذي ع35 هو يوحنا، كاتب الإنجيل الرابع «التلميذ الذي كان يسوع يحبه ... الذي اتكأ على صدره وقت العشاء». وكان مُكرَّسًا ومُخلِصًا ومُحبًّا. وكان - على ما يبدو – الوحيد من الاثنى عشر الذي وقف بقرب الصليب فيما كان المُخلِّص يتجرَّع غصص الموت. ويظهر أن أندراوس كان ذا ذهن حذر يحسب حسابًا لكل شيء، وبحسب تعبير الوقت الراهن كان ”رجلاً عمليًا“. فلم يَكد يأتي إلى المسيح حتى ذهب في الحال ليجد أخاه سمعان، ويُخبره الأخبار السارة أنهم قد وجدوا المسيا، وأحضره إلى يسوع. وكان أندراوس هو التلميذ الذي لاحظ الصبي صاحب أرغفة الشعير الخمسة والسمكتين الصغيرتين، قبيل إشباع الجموع الجائعة.

بينما كان سمعان بطرس ذا طبع ناري ومندفع، ومملؤًا غيرة. وكان فيلبس مرتابًا وماديًا؛ كان هو الذي وجَّه إليه الرب السؤال الفاحص: «من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء؟». وكانت إجابة فيلبس: «لا يكفيهم خبزٌ بمئتي دينار ليأخذ كلُّ واحدٍ منهم شيئًا يسيرًا» ( يو 6: 5 ، 7). وكان فيلبس هو الذي قال للمسيح: «يا سيد، أرِنا الآب وكفانا» ( يو 14: 8 ). أما نثنائيل فلا نعرف عنه إلا القليل؛ كان على ما يبدو مفكرًا ومعتزلاً. عاش حياته في الظل، وكان فيما يظهر ذا طبيعة منفتحة صريحة؛ كان «لا غِشَّ فيهِ».

ترون إذًا التباين الشاسع بين طبائع وأمزجة هؤلاء الرجال. ومع ذلك وجد كل منهم في المسيح كفايته وشبعه، سداد حاجته وملء قلبه!

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net