الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تضلون إذ لا تعرفون الكتب
أَ لَيْسَ لِهَذَا تَضِلُّونَ، إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ؟ ( مرقس 12: 24 )
الكتاب المقدس هو رسالة الله الحاملة لسلطانه، والكافية لسد كل حاجة، وللنفع في كل ظرف وفي كل دور من أدوار تاريخ الكنيسة. قال الرب للصدوقيين العديمي الإيمان: «أ ليس لهذا تضلُّون؟». ولماذا يضلُّون يا ترى؟ لأنهم لا يعرفون الكتب ولا قوة الله. وهنا كانت كل غلطتهم أنهم لم يعرفوا الكتب. إن الإنسان عندما يستسلم لتقديرات عقله المحدود يقع في كل نوع من الأخطاء المخزية، فمن جهة يتخبط في خرافات، ومن الجهة الأخرى يقع بين مخالب الشكوك وعدم الإيمان. وهذان الأمران لا يجعلان مكانًا لكلمة الله. إن غرض الشيطان من قديم الزمان وفي كل الأجيال والعصور إنما هو القضاء على كلمة الله، أو إذا لم يستطع ذلك فعلى الأقل ليُبطل قوتها ومفعولها، فبعض الأحيان يعمل بذلك بتوليد الشكوك متسائلاً: «أَ حَقًّا قَالَ اللهُ؟»، وبعض الأحيان يبدِّل الكتاب بتقاليد وتعاليم هي وصايا الناس.

على أن الرب قد أجاب على كل هذه الاعتراضات. قد قابل الشيطان بنفسه وأخزاه بالكلمة الكافية «مكتوبٌ»، وقد قابل أيضًا الصدوقيين الذين يُمكن تسميتهم ”جهابذة المنتقدين“ في تلك الأيام، كما قابل أيضًا الكتبة والفريسيين الذين هم رجال التقاليد في ذلك الزمان، وأفحمهم كلهم بتلك الكلمات البسيطة «أما قرأتم قط في الكتب؟». لقد استعمل الكلمة المكتوبة لإسكات كل معترض، ولإصلاح كل أنواع الخطأ. فإذا كانت هذه هي قيمة الكتاب المقدس لدى الرب فذلك لا شك فيه الكفاية لكل مَن عندهم احترام لشخصه المبارك.

إن كلمة الله «حيَّة» و«فعَّالة»، ولها دائمًا نضارة غير متغيرة، كما فيها قوة حيَّة لقلب المسيحي، ويجب أن تكون هكذا لأنها تُعلن الله في كمالاته غير المحدودة؛ في محبته وفي نعمته، وهي تُظهر لنا حياة ربنا يسوع، وتُعرِّفنا بكلمات فمه ذاتها.

قال الرب: «لا يمكن أن يُنقَض المكتوب» ( يو 10: 35 )، وأيضًا: «لأنكم لو كنتم تصدِّقون موسى لكنتم تُصدقونني، لأنه هو كتب عني. فإن كنتم لستم تُصدِّقون كتب ذاك، فكيف تُصدِّقون كلامي؟» ( يو 5: 46 ، 47). وهنا يُتحِد الرب كتابات موسى (الكتب)، بكلامه هو، وينسب سلطانًا للكلمة المكتوبة مثل سلطان الكلمة المقولة، فلا غرابة أن نقرأ القول: «فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع» ( يو 2: 22 ).

ج. ب. ستوني
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net