الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هُوذا العريسُ آتٍ
وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ .. فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ .. وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ ( تكوين 24: 63 ، 64)
ليست رفقة فقط هي التي كانت تنتظر متوقعة لقاء العريس، ولكن إسحاق أيضًا الذي «خرج ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء»، عندما «رفع عينيهِ ونظر وإذا جِمالٌ مُقبلةٌ». قد تكون الكنيسة غير راسخة في توقعها، غير أن إسحاق الحقيقي يتأمل وينتظر، ويرفع عينيه. وهذا القول يُذكِّرنا برغبة الرسول بولس: «الرب يهدي قلوبكم إلى ... صبر المسيح» ( 2تس 3: 5 ). فالمسيح ينتظر بصبر لكي يستقبل هؤلاء الذين هم مِلكه ليكونوا معه: «أيها الآب أُريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا» ( يو 17: 24 ).

ولكن لماذا ذُكر أن إسحاق كان قد رجع لتوه مِن ”بئر لُحي رُئي“ أي ”بئر الحي الذي يُرى“؟ من تكوين 16: 13، 14 نتعلَّم لماذا أُعْطِيَ للبئر هذا الاسم؛ لقد اختبرت هاجر الله باعتباره الإله الذي يرى. وخلال رحلة الكنيسة في هذا العالم، ومع أن المسيح يبدو كثيرًا أنه لا يتدخل، لكنه يقينًا يرى ويعرف كل مشكلة في الطريق، ومسرَّته في كل تفصيلات الرحلة، إذ نقرأ «ثم حدَّث العبد إسحاق بكل الأمور التي صنع» (ع66)، مع أن المسيح طبعًا لا يحتاج إلى مَنْ يُخبره. وربما هذا ما جعل الرحلة تبدو قصيرة، فلا تُذكر أيام وليالٍ انقضت، فقد «فقاموا صباحًا»، وانصرفوا (ع54)، ورآهم إسحاق عند وصولهم «عند إقبال المساء» (ع63).

وليس إِسحاق فقط الذي «رفعَ عينيهِ ونظر»، بل أيضًا «رفعت رفقة عينيها»، فرأت إِسحاق؛ ذاك الذي تاقت للقائه، ولأجله قَبِلت الدعوة، وسارت تلك الرحلة الشاقة. وهذا هو رجاء الكنيسة أن ترى الرب وجهًا لوجه «لأننا سنراهُ كما هو» ( 1يو 3: 2 ). وهذا الرجاء يتوافق مع قمة البركة لأولئك الذين في المدينة المقدسة؛ أورشليم: «وعبيدُهُ يخدمونه. وهم سينظرون وجهه» ( رؤ 22: 3 ، 4). ورأت رفقة إسحاق، وعرفت أن الرحلة انتهت «فنزلت عن الجَمَل»، ثم «أخذت البُرقع وتغطتْ»، لكي يظهر أن جمالها محفوظ له.

وفي النهاية «أدخلها إلى خباء سارة أُمه ... فصارت له زوجة وأحبها» (ع67). هذه هي المرة الثانية التي تَرِد فيها ”المحبة“ في الكتاب. المرة الأولى ورَدَت في تكوين 22: 2 حيث نقرأ عن محبة إبراهيم لابنه، وهي تتكلم عن محبة الآب لابنه الوحيد. وهنا نرى صورة لمحبة المسيح لكنيسته ( أف 5: 25 ).

مايكل هارت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net