الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أشرقت له الشمس
وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ ( تكوين 32: 31 )
قبل هذه الليلة التي صارعه فيها الله، وخلع حق فخذه، كان يعقوب يسير دون أن يخمع؛ كان يتمتع بكامل صحته وقدرته. كان يثق بنفسه تمامًا، ويُعوِّل كل نجاحاته على ذكائه الحاد، وخداعه الذي لم يَخِبْ أبدًا. لكن لم يذكر الكتاب في كل ذلك الوقت أن الشمس أشرقت له. بينما هنا أشرقت له الشمس وهو يخمع على فخذه. إنه اختبار غاية في الأهمية، فكم من المرات اتكلنا فيها على ذواتنا، واعتمدنا على حكمتنا، واستندنا على ذكائنا، ثم عُدنا نجر أذيال الخيبة واليأس، واختبرنا قول المرنم: «كل حكمتهم ابتُلِعَت» ( مز 107: 27 )! كم من مرات تجاهلنا صوت الرب الذي ينادي لنا دائمًا: «توكَّل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد» ( أم 3: 5 ). كم من مرات ذهبنا لأطباء كثيرين فتألمنا منهم جميعًا، وصرنا إلى حالٍ أردأ ( مر 5: 26 ). والمقصود هنا ليس الأطباء الحرفيين، إنما كل طريقة نُحاول أن نحل بها مشكلاتنا بالانفصال والاستقلال عن الله. كم من أبواب طرقناها، وأسماء طلبناها، وأساليب اتبعناها، ولم نحصد إلا اليأس والخيبة والفشل. ليتنا نُدرك قول المرنم المختبر: «لا تتكلوا على الرؤساء، ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده» ( مز 146: 3 ). ففي اللحظة التي نُدرك فيها ذلك تُشرق لنا الشمس، ويُنير لنا النهار، ويتكشف لنا الحق. ربما نخرج من ذلك الاختبار ونحن نخمع، ربما نخرج وقد كُسرت قارورة الطيب في حياتنا، ربما نخرج بعد أن فسد الوعاء تمامًا، لكن إلهنا العظيم يجعلنا نخمع ونحن ننظر لنور الشمس، فننسى الألم، ويجعل الطيب يفيح منا بعطره الذكي فيملأ كل البيت، ويعود فيصنع منا، وعاءً آخر كما يحسن في عينيه، ووقتها سنُطوِّب أنفسنا، ونغني قائلين: «طوبى لمَن إله يعقوب مُعينُهُ، ورجاؤه على الرب إلهه» ( مز 146: 5 ).

قارئي العزيز ... لك أن تختار: إما أن تظل بكامل قوتك وثقتك بذاتك وبإمكانياتك، متكلاً على ما تملكه من قدرات، وما تعرفه من معلومات، وما تفهمه من خبرات، لكن دون أن تتمتع يإشراقة الشمس ونورها، أو أن تخمع مُنكسرًا مُتضعًا أمام الإله القدير العظيم، وتتمتع بإشراقة الشمس ونورها الساطع «لكم أيها المُتَّقون اسمي تُشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها» ( ملا 4: 2 ). فلا إشراقة للشمس إلا بعد أن تخمع على فخذك.

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net