الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يقع أم يرتفع؟
حَبَّةُ الْحِنْطَةِ ... إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ ... وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذبُ إليَّ الجميعَ ( يوحنا 12: 24 ، 32)
في هذه الكلمات يُشير الرب يسوع إلى موته على الصليب، ولكن من زاويتين مختلفتين؛ ففي الأولى ( يو 12: 24 ) يتكلم عن الموت، وفي الثانية ( يو 12: 32 ) عن الطريقة التي سيموت بها، وهي الصليب. لذا نقرأ في الآية الأولى كلمة «تَمُت» أما في الثانية نقرأ كلمة «ارتفعت». والعبارتان تتفقان في عدَّة أمور هامة منها:

أولاً: الحتمية الأكيدة: كان لا بد للمسيح أن يموت صلبًا مُعلَّقًا على خشبة. ولقد سبق الرب وقال: «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان» ( يو 3: 14 ). وهنا نجد الرب يؤكد حتمية موت الصليب، فلو لم يَمُت الرب بالصليب لبقيت علينا الدينونة، وكنا سنظل تحت لعنة الخطية والناموس، ولمَّا تمَّ الفداء لنا، وبالتالي كنا سنظل هالكين لا محالة، فلا يوجد عمل آخر يستطيع به الله أن يخلِّص الإنسان سوى عمل الصليب. والله نفسه ما كان يأخذ طريقه للإنسان بالبركة والإحسان إلا عن طريق هذا العمل. إنه النقطة التي يلتقي فيها الله بالإنسان بنعمته الغنية، ويلتقي فيها الإنسان بالله بالإيمان فينال الخلاص.

ثانيًا: النتائج المجيدة: في كِلا الآيتين نجد نتائج مجيدة لموت ربنا يسوع المسيح. ففي الأولى نجد الثمر المتكاثر. وحسب القانون الطبيعي هذا الثمر يحمل نفس الجنس «يعمل ثمرًا كجنسهِ» «يعملُ ثمرًا كجنسهِ» ( تك 1: 11 ). وما أروع ما تحصَّلت عليه النفس بعد أن احتَمت في موت ابن الله إذ أصبحت شريكة الطبيعة الإلهية ( 1بط 1: 4 )، بل نجد أيضًا في هذه النتائج نصرة الله حيث يقول: «ثمر كثير». فالله لا يخرج من المشهد مهزومًا، بل موت ابنه على الصليب سيُعلن نصرته على العدو الذي حبس البشرية في قبضته وأحكم عليها. أما في الآية الثانية فنجد نوعًا آخر من النتائج المباركة لعمل الرب يسوع وهو الذي قال عنه: «أجذبُ إليَّ الجميع». وهنا نجد كيف لم يقتصر عمل المسيح على جنس مُعيَّن أو فئة محدودة من البشر بل الجميع؛ يهودًا كانوا أم أممًا.

هذا هو عمل سيدنا الذي أتي بنا إلى الله كثمر متكاثر، لنوجد مبتهجين في نور حضرته. فما أعظمك يا سَيِّدنا! وما أعظم عملك! تستحق أن نظل لك شاخصين، ولمدحك مرددين، ولعملك ذاكرين من الآن وإلى دهر الداهرين.

يا عجبًا من ذا الحبيبْ مَن قالَ بلطفٍ بديعْ
إن ارتفعتُ بالصليبْ أجذُب إليَّ الجميعْ

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net