الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُرهِبَةٌ كجيش بألوية
أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي كَتِرْصَةَ، حَسَنَةٌ كَأُورُشَلِيمَ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ ( نشيد 6: 4 )
يَصِف العريس العروس بهذا الوصف الرائع: «مُرهِبَةٌ كجيش بألوية» مرتين في سفر النشيد (6: 4، 10). إنه يراها مُرْهِبَةٌ كجيشٍ بأعلامٍ، والتعبير يفيد الجيش الظافر المنتصر.

المرة الأولى: «أنتِ جميلةٌ يا حبيبتي كتِرصَة، حسنةٌ كأورشليم، مُرهِبَةٌ كجيش بألوية» ( نش 6: 4 ): يرى العريس عروسه «مُرهِبَةٌ كجيش بألوية»، أي مُحقِّقة الانتصار في الداخل، في جلساتها معه في عرش النعمة، فرآها «جميلةٌ كتِرصَة»، وذلك يُعبِّر عن شدة الفرح والبهجة بها، «حسنَةٌ كأورشليم» كناية عن الأمجاد التي تحصَّلت عليها بعمل الصليب، وبعد ذلك يقول لها: «حوِّلي عني عينيكِ فإنهما قد غلَبَتاني» ( نش 6: 5 ). فقد استطاعت بمكوثها معهُ في عرش النعمة، وبدموعها أن تغلب الرب؛ أي أن تُحقق الانتصار في عرش النعمة، وتخرج بالاستجابة على طلباتها منه، مثلما فعل موسى عندما حمى غضب الرب على الشعب، بسبب زيغانه وعبادته العجل الذهبي، فقد حقق موسى الانتصار، وصار كجيش بألوية، والرب يقول له: ”اتركني“ فكأنه – بدموعه في عرش النعمة - أمسك الرب عن أن يفعل شيء، وندم الرب عن الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه ( خر 32: 7 -14).

المرة الثانية: «مَنْ هي المُشرفة مثل الصباح، جميلةٌ كالقمر، طاهرةٌ كالشمس، مُرهبَةٌ كجيش بألوية» ( نش 6: 10 ): في هذه المرة استطاعت العروس، أن تُحقق الانتصار في الخارج. فهى مُرهبة كجيش بألوية، أي حملت العَلَم وحققت الانتصار في الخارج، ثم رآها العريس «مُشرفَة مثل الصباح»؛ فالشمس حين تُشرق صباحًا تُنعش الآخرين بأشعتها الدافئة. «جميلةٌ كالقمَر»، أي مُضيئة في الظلمة، فقد حققت الانتصار في الخارج، وأضاءت للآخرين، وتحقق فيها المكتوب «فليُضئ نُوركم هكذا قدام الناس، لكي يَروا أعمالكم الحسَنَة، ويُمجِّدوا أباكم الذي في السماوات» ( مت 5: 16 ). وأيضًا «طاهرةٌ كالشمس»، أي نقية ولامعة. وهنا نرى نقاء السلوك، وحياة القداسة العملية التي بدونها لن يرى أحد الرب ( عب 12: 14 ). ويطلب الرسول بولس من إخوة فيلبي أن يكونوا مُخلِصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح ( في 1: 10 ). وكلمة مُخلِصين تَرِد بمعنى ”واقفين في الشمس“ وعندما نقف في الشمس تكون حياتنا مكشوفة تمامًا كالشمس، نقية ولامعة وطاهرة وهذا ما رآه العريس في عروستهُ.

قِف حتى يرجع ربُّك يجدك غالبًا
من شفتيهِ ستسمعُ كفاكَ قتالاً مُتعِبًا

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net