الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 فبراير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا اليأس؟!
فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ وَمَضَى لأَجْلِ نَفْسِهِ ... وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ ( 1ملوك 19: 3 ، 4)
فى حياة رجل الله إيليا تحذير لنا من سهام إبليس الملتهبة، التي غرضها إصابة المؤمن بسهام اليأس والإحباط. فما هي الأسباب التي قادت إيليا للفشل واليأس؟

أولاً: السلوك بالعيان: فى 1ملوك 17 نري روعة الإيمان والطاعة الكاملة للرب في ذهاب إيليا ليختبئ عند النهر, ثم في ذهابه إلى أرملة صرفة صيدا، واثقًا في الرب لتسديد حاجته سواء بالغربان أو بالأرملة، فهو الذي قال: «قد أمرت الغِربان أن تعولك هناك ... قد أمرت هناك أرملة أن تعولك» ( 1مل 17: 4 ، 9). أما في1ملوك 3:19 نقرأ القول: «فلمَّا رأى ذلك»، أي أن عيني إيليا تحوَّلت إلى ما حوله, ألا وهو تهديد إيزابل ووعيدها بما ستفعله به, والنتيجه خاف وارتعب. وهذا ما حدث يومًا مع بطرس أيضًا «لَمَّا رأى الريح شديدة خافَ» ( مت 14: 30 ).

إن نظره واحدة بالعيان على ما حولنا من أحداث, كفيلة تماما بأن تُدخِل اليأس والرعب لقلوبنا، لذلك دعونا بقلب مُثبَّت على الله ومواعيده، نختبر قول المرنم: «نظروا إليه واستناروا، ووجوههم لم تخجل» ( مز 34: 5 )، وبعين الإيمان نتشدد كموسى الذي رغم كل ما كان حوله لكنه «بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك، لأنه تشدد، كأنهُ يرى مَن لا يُرى» ( عب 11: 27 ).

ثانيًا: الانشغال بالنفس لا بالرب: في 1ملوك 18 يتحدث إيليا عن الرب 14 مرة مما جعله يتشدد ويتحدى أخآب وكل أنبياء البعل, ولكننا نجده في 1ملوك 19 يتكلَّم عن نفسه 5 مرات ( 1مل 19: 3 ، 4 (مرتين)، 10، 14). ليتنا نتحذر من خبث العدو الذي يُريد أن يحبسنا داخل دائرة أنفسنا ومتاعبها، والنتيجة اليأس وطلب الموت.

ولكن ماذا أفعل إذًا بنفسي وضغوطها؟ قالت حَنَّة «أسكبُ نفسي أمام الرب» ( 1صم 1: 15 ). ويقول الروح القدس: «الذين يتألمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا أنفسهم، كما لخالقٍ أمين، في عمل الخير» ( 1بط 4: 19 ).

عندما يصبح الرب محور تفكيرنا وانشغالنا, النتيجة لا نتزعزع «جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع» ( مز 16: 8 )، وأيضًا: «فتفكَّروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومةً لنفسهِ مثل هذه لئلا تكلِّوا وتخوروا في نفوسكم» ( عب 12: 3 ).

إننا نحتاج إيمان ينظر إلى الرب ومواعيده لا إلى الإنسان وتهديده. ونحتاج معونة من الرب حتى ننشغل بالرب لا بأنفسنا.

إيليا كيرلس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net