الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 ديسمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إشارة البدء
تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، و َابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ ( متى 26: 2 )
في متى 26: 2 أراد الرب أن يُوضح لتلاميذه الصِلة بين الفصح وموته على الصليب، وأن يفتح عيونهم وأذهانهم، ويُذكِّرهم بكل رموز العهد القديم التي كانت تُشير إلى شخصه وعمله.

«حينئذٍ اجتمع رؤساء الكهنة والكَتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي يُدعَى قيافا، وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكرٍ ويقتلوه» ( مت 26: 3 ). جاءت هذه الكلمات بعد ما أعلنه الرب عن موته، ويتضح من كلمة «حينئذٍ» أن الرب بكلماته السابقة كأنه أعطى إشارة البدء لاجتماع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب، فالأمر برمّته لم يخرج ولم يفلت من بين يديه، بل إن خيوط الأمر كلها كانت بين أصابعه، والاجتماع لم يتم في الخفاء دون عِلم الرب.

«حينئذٍ قال لهم يسوع: كُلُكم تشكُّون فيَّ في هذه الليلة ... ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل» ( مت 26: 31 ). بعد ما قال الرب للتلاميذ: « كُلُكم تشكُّون فيَّ في هذه الليلة »، كنا نتوقع أن يوبخهم، أو حتى يكتفي بالصمت حتى يتركهم يفكِّرون فيما سيصدر منهم، لكن قلبه المليء بالحب من نحوهم جعله يكُمل حديثه معهم، مُطمْئنًا إياهم، إذ قال إنه سيسبقهم إلى الجليل. لقد أزال خوفهم وشكوكهم بتأكيده لهم بأنه لن يتركهم، رغم أنهم سيتركونه ويشكُّون فيه، لقد أراحهم بأنه رغم معرفته بما سيفعلونه معه، إلا أنه سيسبقهم إلى الجليل فور قيامته. لقد أعلن لهم أشواقه من نحوهم، رغم أنهم أظهروا له كل جفاء وعدم أمانة وبُعد من نحوه.

«قوموا ننطلق! هوذا الذي يُسلِّمني قد اقترب! وفيما هو يتكلم، إذا يهوذا أحد الإثنى عشر قد جاء ومعهُ جمعٌ كثير» ( مت 26: 46 ، 47). مرة أخرى يؤكد لنا الروح القدس في الوحي أن الرب كان مُمسكًا بزمام الأمور، وكان يعلم بكل ما سيأتي عليه؛ فبينما هو يتكلَّم عن تسليمه، جاء يهوذا ومَن معه، لقد رآهم الرب قبل أن يَصِلوا إلى البستان، فهو الإله كُلي العِلم، الذي قدَّم نفسه طواعيةً واختيارًا عنا. لم يُصلَب عنوةً أو يُحاكم قسرًا. لم يَمُت فجأةً، بل كان يعلم بكل التفاصيل قبل حدوثها، بل كان في كل خطوة يعطي إشارة البدء، ولم يحدث أمرٌ قبل وقته.

قارئي العزيز: ثق أن إلهنا يعرف كل تفاصيل حياتك؛ يعرف ظروفك، يعلم احتياجك، يسمع أنينك وتأوهاتك، وهو القادر على كل شيء. كن واثقًا في قدرته ومحبته لك.

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net