الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلَّمنا في ابنهِ
اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ ( عبرانيين 1: 1 ، 2)
الله تكلَّم قديمًا، بِغضّ النظر عن كيف وبِمَنْ. وكلمة «قديمًا» تُشير إلى أزمنة العهد القديم، ويشمَل كل ما حدث حتى مجيء المسيح الأول. إن المسيح هو الذي قَسَم التاريخ. وكل شيء سابق لمجيئه في الجسد كان يُشير متطلعًا إليه. وكل شيء لاحق لمجيئه يُشير راجعًا إليه؛ أو بعبارة أدق، يشير صعدًا إليه. فالمسيح هو المحور العظيم والوحيد لأفكار الله، محور ومركز كل ما فى الخليقة، فى تاريخ الإنسان، وفي كل ما يستطيع قلب الإنسان أن يتصوَّره. المسيح وحده هو مركز وموضوع كل شيء.

ولنلاحظ أن الرسول يُفرِّق بين الأزمنة الماضية والأزمنة الحاضرة، إذ يقول: «كلَّمَنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنهِ». إن الأزمنة القديمة كانت مُنوَّعة: فهناك عصر ما قبل الطوفان، وهناك عصر الحكم تحت نوح وخلفائه. وهناك عصر دعوة شعب الله القديم وتاريخهم المنقسم إلى أجزاء مختلفة؛ الجزء السابق لدخولهم كنعان، ثم فشلهم أيام القضاة، ثم أيام المجد الملكي تحت داود وسليمان، ثم فشلهم مرة ثانية ووقوعهم في السبي. وأخيرًا الجزء الخاص برجوعهم أيام كورش. كل هذه أزمنة ماضية، كان الله فيها يتكلَّم إلى الشعب بطرق وبأنواع كثيرة بواسطة «الأنبياء». وكلمة «الأنبياء» هنا تُشير إلى كل مَنْ كان يتكلَّم بالنيابة عن الله، فكل الكتاب، كموحى به من الله، كتاب نبوي، أو ”كلمة نبوية“.

وعلى عكس ذلك عندنا ”الأزمنة الحاضرة“، ووصفها «الأيام الأخيرة» وهذا معناه بصفة قاطعة أنه لا يوجد بعد ذلك أي إعلان آخر من الله. وأي إعلان آخر يمكن أن يكون بعد أن أعطى الله ابنه؟! لقد جاء ابن الله. إن الشمس بكل مجدها وروعتها قد أشرقت بنورها الوهَّاج على أُفق الإيمان؛ فأي إعلان آخر يمكن أن يكون بعد ذلك؟

فإن كان الله قد تكلَّم إلينا في ابنه، فهذا لا بد أنه آخر ما عنده ليقوله. إن الله ليس عنده شيء آخر ليعطيه، ليس عنده مصدر نعمة آخر محتفظ به. لقد أعطانا الله كل الملء الإلهي بإعطائه إيانا ذاك الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا.

وكم يعني هذا لنا؟! وبأيَّة أقدام مخلوعة الأحذية يجب أن نقف هنا؟! وأي ملء إلهي يُطالعنا في هذا المشهد الجليل المبارك؟! الله قد تكلَّم في ابنه! فلنسمع ونخشع ونسجد. لإلهنا المعبود كل المجد.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net