الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحية النحاسية
وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَان ( يوحنا 3: 14 )
إن كانت الحية النحاسية رفعها موسى طبقًا لتعليمات من الرب، لكن ”ابن الإنسان“ مَنْ رفعه على الصليب؟ وبموجب أية تعليمات؟

أما أولاً فالأمة كلها هي التي رفعته على الصليب كقوله له المجد: «متى رفعتم ابن الإنسان» ( يو 8: 28 ). وهذا ما قاله بطرس في بيت كرنيليوس: «الذي أيضًا قتلوهُ مُعلِّقين إياهُ على خشبة» ( أع 10: 39 )، وهكذا واجه الشعب يوم الخمسين «هذا أخذتمُوهُ ... وبأيدي أثمة صلبتموهُ وقتلتموهُ» ( أع 2: 23 ، 24). وكأنه يقول لهم: ”أنتم قصدتم بعملكم هذا شرًا، أما الله فقصد به خيرًا“. وكان يوسف رمزًا لذلك عندما اعترف إخوته أمامه بذنبهم، فقال لهم: «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصَدَ به خيرًا، لكي يفعل كما اليوم، ليُحيي شعبًا كثيرًا» ( تك 50: 20 ).

ففي صليب المسيح كان الجانب الإنساني: فهم الذين رفعوا المسيح على الصليب، كما كان هناك الجانب الإلهي كقوله له المجد: «وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذبُ إليَّ الجميع. قال هذا مُشيرًا إلى أية ميتة كان مزمعًا أن يموت» ( يو 12: 32 ، 33)، أي أنه هو الذي رفع نفسه لكي يكون ”ذبيحة خطية“.

«وكما رفعَ موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان» .. هي حية من نحاس، شبه حية، لكنها خالية من سُّم الحيات، هي حية من صُنع الإنسان بمقتضى تعليمات الرب. أما ما نقرأهُ هنا فإن المرفوع هو «ابن الإنسان»، أي «المسيح ابن الله الحي» ( مت 16: 16 ). إن الرب – له المجد – قال لنيقوديموس: «لا تتعجب أني قُلت لكَ: ينبغي أن تولدوا من فوق» ( يو 3: 7 ). ذلك أمر محتوم ولا مفرّ منه لكل مَنْ يريد أن يدخل ملكوت الله. أما سَيِّدنا فلماذا ينبغي أن يُرفع؟ ما الذي جعله أمرًا محتومًا ولا مفرّ منه؟ هو عدم هلاكي وهلاكك أيها القارئ العزيز. لقد قرَّر بنفسه أن ينتشلنا من جوف اللهيب، فاحتمل نار دينونة خطايانا عوضًا عنا. لقد أراد الله لنا ليس فقط أن لا نهلك، بل أكثر من ذلك أن ”تكون لنا حياة“، لا الحياة الوقتية نظير الذين نظروا إلى الحية النحاسية ( عد 21: 9 )، بل «الحياة الأبدية» (ع15)، «لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني: أن كل مَنْ يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية» ( يو 6: 40 ).

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net