الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هِيرُودُس أنتيباس
قَالَتْ: أَعْطِنِي هَهُنَا عَلَى طَبَقٍ رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ الأَقْسَامِ..أَمَرَ أَنْ يُعْطَى ( متى 14: 8 ، 9)
كان الحفل ماجنًا، ورقصت ابنة هيروديا فسرَّت هيرودس والمتكئين معه. وهذا هو طابع أفراح العالم. ولقد أثارت هذه الفتاة شهوة العيون التي سيطرت على الملك «مِن ثمَّ وعَدَ بقَسَمٍ» أَن «مهما طلبتِ مني لأُعطينكِ حتى نصف مملكتي» ( مت 14: 7 مر 6: 25 ). وحرَّضتها أمها فطلبت بشغَف أن يُعطيها رأس يوحنا المعمدان على طبق (مر6: 25). لقد أثبت الملك أنه لا يُقدِّر المملكة، وأنه على استعداد أن يتنازل عنها أمام شهوة عابرة وإرضاءً لراقصة.

لم يكن يتوقع أن الفتاة ستطلب هذا الطلب، فحزن جدًا واغتم. ولكن بسبب كبريائه لم يشأ أن يتراجع من أجل المُتكئين. وهنا نرى تعظم المعيشة. فأرسل الملك سيَّافًا وقطع رأس يوحنا في السجن. لقد امتلكته الكرامة والخوف من كسر كلمته أمام العظماء، والشيطان لم يُعطهِ فرصة للتفكير إذ قد امتلك ضحيته امتلاكًا كاملاً.

ولقد لازمته جريمته مدى الحياة. فبعد فترة سمع عن يسوع ومعجزاته، فقال: «هذا يوحنا المعمدان قد قامَ من الأموات! ولذلك تُعمَل به القوات» ( مت 14: 1 ). وهي حقيقة مُلفِتة للنظر، فإن هذا الرجل الشرير كان يؤمن بالقيامة مثل الفريسيين، ولكن التعليم والمعرفة لم تمنحه راحة الضمير والسلام، بل على العكس صار في عذاب متزايد إنه: «ارْتابَ» ( لو 9: 7 )، وكان يرجو أن يتخلَّص من هذا العذاب الذي استبَّد به، فطلب أن يرى يسوع ( لو 9: 9 ).

ومع أن يوحنا في يومهِ لم يعمل آية واحدة، لكن الخاطر الذي كان يُفزع هيرودس أنه قام مُؤيَّدًا من الله بقوة خارقة والله يقف في صفه، ويومًا سيأتي إليه، ويا للهول! كان يحلم بهذا المنظر، وكان بالنسبة له كابوسًا ثقيلاً يضغط عليه.

كانت المخاوف تُعذِّب نفسه وظلت باقية، وعندما مَثَل الرب يسوع أمامه ليُحاكم قبيل الصليب ( لو 23: 7 -12)، رأى المُخلِّص، وكانت الفرصة الأخيرة له ليتوب، لكنه بالأسف لم يفعل. ومشاعر الارتعاد قد تبدَّلت بمشاعر فرح وامتنان لبيلاطس. ولم يكن قد رأى يسوع أو شيئًا من معجزاته أو سمع كلامه، بل فقط سمع عنه أشياء كثيرة، وأراد أن يرى منه آية، لكن يسوع ظل صامتًا، وترك صوت المعمدان يجلجل في القاعة. ولم يكن أمام هذا القاتل غير مسيح صامت حتى يراه مستقبلاً كالديَّان، ويسمع منه القضاء المحتوم.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net