الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آية المحبة الإلهية للعالم
..هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ( يوحنا 3: 16 )
إن هذه الآية العظيمة هي بحق محيط في قطرة. والأبدية وحدها ستكشف لنا ما فعلته هذه الآية في ملايين البشر عندما سمعوها فكانت بمثابة الحبة الصالحة التي نزلت على تُربة مهيأة، فأتت في قلوبهم بأعجب الثمار! ولاحظ رباعيات هذه الآية العظيمة:

(1) غرض المحبة: العالم. لا عالم المختارين كما يقول البعض، أو عالم الأبرار، بل العالم بأسره؛ العالم البائس التَعِس «لأنه هكذا أحب الله العالم».

(2) مقياس المحبة: بذل الابن الوحيد. لم يُمسك الله ابنه عنا بل بذله لأجلنا أجمعين.

(3) نتيجة المحبة: رفع الهلاك الأبدي، ومنح الحياة الأبدية.

(4) طريقة التمتع بالمحبة: الإيمان. فمع أنها مُقدَّمة للكل، لكن يتمتع بها كل المؤمنين فحسبْ «لا يهلَك كل مَنْ يؤمن به». أو يمكن القول إنها تَصِف لنا المحبة في عرضها وطولها وعُمقها وعلوها:

(1) فعرضها: العالم. (2) وطولها: أن الله أرسل ابنه من السماء إلى الأرض، إلى الجلجثة، وإلى القبر!

(3) وعمقها: تخلّص كل مؤمن به من الهلاك. (4) وارتفاعها: تُعطي المؤمنين الحياة الأبدية.

لكن إن كانت هذه الآية تُقدِّم لنا أول ذكر للمحبة في إنجيل المحبة الإلهية، فإننا بعدها بآيتين نجد ثاني ذكر للمحبة. وما أبعد الفارق وأوسع الهوَّة بين المحبتين. فالأولى: الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد. والثانية في ع19 «النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور». أَ يوجد تباين أعجب من هذا: الأبيض والأسود إلى جوار بعض! الخير والشر في تباين صارخ! فليس فقط أن الإنسان كان في الظلمة، بل إنه كان يحب الظلمة! لقد فضَّلوا شهواتهم النجسة ورفضوا عطية الله في المسيح. لم يُحبوا المسيح ابن الله الوحيد لأنهم أحبوا خطاياهم. لقد أعطى البوق صوتًا واضحًا، ومع ذلك لم ينتبه أحد. ليس أن إعلان الله؛ إعلان المحبة والنور، كان يعوزه أدنى قدر من الوضوح، لكن المسألة أن الإنسان الفاسد ”أحب الظلمة أكثر من النور“. نعم، لاق بالحكيم أن يقول: «إلى متى أيها الجُهَّال تُحبون الجهل؟» ( أم 1: 22 ).

عزيزي: هل لك نصيب في عطية الله العظمى هذه؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net