الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 9 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لتثبت المحبة الأخوية
لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ ( عبرانيين 13: 1 ، 2)
«لتثبت المحبة الأخوية».. مفهوم هذه النصيحة هو أن تستمر المحبة الأخوية في مجراها، ذلك أن الرسول كان يخشى أن الظروف التي اجتازها الإخوة العبرانيون قد تعوق سبيل، بل سُبل، المحبة الأخوية. فمن اليسير في الأوقات الليِّنة أن نتقارب معًا بهذا المغناطيس الإلهي العجيب. إن المحبة، على إطلاقها، هي من الله «لأن الله محبة». والرسول بطرس يُطالبنا أن نُقدِّم «في التقوى مودَّة، وفي المودَّة الأخوية محبة» (2بط1). فإذا ما نضجت المحبة الأخوية فإنها تضاعف محبتنا لله. ومن بين الثمار الشهية التي يحدثنا عنها رومية 12 أن نكون ”وادِّين بعضنا بعضًا بالمحبة الأخوية“.

وفي الصورة النبوية التي قدَّمها سَيِّدنا – له المجد – عن الحالة في أثناء الضيقة (مت24)، نرى أنه «لكثرة الإثم تبرُد محبة الكثيرين». ولو تذكَّرنا أن معنى الإثم هنا ليس الشر والخطية الصريحة، بل فعل الإرادة الذاتية أي الأنانية، لأَخَذنا وصية الرسول بكل الجدية. فالأنانية هي مبعَث برود المحبة. والترياق الوحيد لهذه الظاهرة البغيضة هو تغليب خير الآخرين على خير الواحد. ومن هنا هذه النصيحة الثمينة «لتثبت (أو لتتقدم ـ لتستمر) المحبة الأخوية». إن هذا التعبير«المحبة الأخوية» يُولِّد ”المَوَّدة“، ذلك لأن ”المَوَّدة“ هي وقود المحبة؛ هي التي تُلهب العواطف وتزيد من طاقاتها.

والنتيجة العملية لاستمرارية ”المَوَّدة الأخوية“ هي اتساع الصدر ليذهب القديس إلى الغرباء «لا تنسوا إضافة الغرباء». إن الكلمة الإنجليزية المُستعملة في هذا الصَدد هي “Hospitality” أي “كرم الضيافة”؛ البيت المفتوح للاستضافة، نظير «بيت استفاناس»، الذين يُقال عنهم إنهم «رتَّبوا أنفسهم لخدمة القديسين». كما نقرأ في جدول الكرام والمكارم الذي في نهاية رسالة رومية «يُسلِّم عليكم غايس مُضيِّفي ومُضيِّف الكنيسة كلها».

والرسول بطرس يسلك المنهج نفسه إذ نقرأ له: «لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة ... كونوا مُضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة» ( 1بط 4: 8 ، 9). والكلام هنا عن الصفة ذاتها ”كرم الضيافة“، لكن رسالة العبرانيين تمد ذراعيها لتشمل ”الغرباء“ «لا تنسوا إضافة الغرباء». وفي رسالة تيموثاوس الأولى، كما في رسالة تيطس، نجد هذه الفضيلة؛ فمن بين الشروط التي يجب أن تتوافر في الأسقف أن يكون «مُضِيفًا للغرباء» (1تي3؛ تي1). هذه هي حاجتنا المُلحّة في أيامنا الأخيرة التي وقعت فيها قرعتنا.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net