الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هوذا عبدي
هُوَذَا عَبْدِي الذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي ( إشعياء 42: 1 )
أعطانا الروح القدس في إشعياء 42: 1- 4 مذكرة جميلة عن ذلك الخادم الذي يقدمه لنا مرقس، فيبيِّن أنه لم يأتِ ليصيح في الشوارع صيحة الظافر أو ليُحَاط بالهتافات الملَكية، بل كان متصفًا باللطف والصبر والاحتمال. فإذا كانت هناك قصبة مرضوضة صوتها الموسيقي خافت ومرتعش، لا يقصفها بل يعالجها. وإذا كانت فتيلة مدخِّنة لا يطفئها بل يُصلحها حتى يسطع نورها. لقد سجَّل الكتاب لاثنين من خدام المسيح الممتازين وهما موسى وإيليا الكَلَل والانكسار. فموسى قد كلَّ ولم يُطع الرب عندما أمره بأن يكلِّم الصخرة، وإيليا انكسر وخاف عندما هرب من تلك المرأة الشريرة القاسية إيزابل. أما ذلك العبد الكامل فلم يظهر منه أي أثر من ذلك «لا يكِّل ولا ينكسر». وإذ وضع بولس الرسول هذا المثال الكامل أمامه، كتب لابنه تيموثاوس يقول: «عبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقًا بالجميع، صالحًا للتعليم، صبورًا على المشقات، مؤدبًا بالوداعة المقاومين» (2تي24، 25).

وإنجيل مرقس عندما يسجل لنا عنه له المجد كالخادم الكامل، لا يسرِد لنا الأحاديث الطويلة، بل يهتم أكثر بتسجيل الأفعال التي أدَّاها ذاك الذي جاء إلى العالم لا لكي يُخدَم بل لكي يخدم، تلك الأفعال التي يُعلِّق عليها الروح القدس بالقول: «يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلِّط عليهم إبليس، لأن الله كان معه» ( أع 10: 38 ). فالله قد تمجد والإنسان قد نال الرحمة والبركة، وسُدَّت حاجته الجسدية والروحية، وإبليس قد قُهر وهُزم. مَن ذا الذي يستطيع أن يقف وقفة ذلك الخادم القدوس الذي أتته ظروف الشهرة والعظمة. إذ نقرأ في مرقس 1: 33 أن «المدينة كلها كانت مجتمعة على الباب». وأيضًا قال له سمعان والذين معه: «إن الجميع يطلبونك»، أما هو «في الصبح باكرًا جدًا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلي هناك» وهكذا كان في اتصال دائم بالآب وفي اتفاق تام مع مشيئته المقدسة.

وبعد أن استمر مرقس في تسجيل أعمال ذلك الخادم القدوس، التي لا نظير لها، يذكر أن قوات الظلمة بدأت تقف ضده. ولكن في آخر الإنجيل نرى الرب المُقام الذي ارتفع إلى أسمى دوائر المجد تاركًا خدماته على الأرض بعد أن بسطَ يديه على تلاميذه وباركهم.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net