الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غنى نعمته
وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًا ( يوحنا 1: 14 )
مبدأ نعمته: إن المسيح ـ له كل المجد ـ لمَس الأبرص فطهر، ثم أرسله إلى الكاهن ليقدِّم قربانه وتزداد فرحته. ما أجودها نعمة فوق نعمة! ذهب خصيصًا إلى أشر قُطَّاع طرق كورة الجدريين والمسكون بالشياطين، فحرره من أسر الشياطين (6000 شيطان)، وإذ طلب أن يكون معه بعد أن ذاق حلاوة نعمته، أرسله الرب إلى بيته وأهله ليُشركهم فرحته بخلاصه، حقًا إنها «نعمة فوق نعمة»! لمَسَتهُ المرأة النازفة النجسة دون استئذان فشفاها ولم يوبخها على الإطلاق، بل استوقفها وأعطاها السلام عطية إضافية مجانية دون سؤال. مبدأ نعمته: «نعمة فوق نعمة».

كَرَم نعمته والاستئذان: حملت الجماهير مرضاها لتلمس ولو هُدب ثوبه ( مر 6: 56 )، ولست أستبعد على الإطلاق أنهم كثيرا ما ألقوا بالعَجَزة والعُرج عليه كما تُلقى البضاعة دون سؤال، واثقين أن مَن لمسه نال الشفاء. وما خاب ظنهم على الإطلاق. لم يحترموا مسافته الخاصة، بل اقتربوا منه كما شاءوا ليلمسوا هدب ثوبه، وما خرجت قط كلمة توبيخ واحدة لأي محتاج. تحولت يومًا ميادين جنيسارت إلى عنابر للعلاج المجاني. ولم يرفض العطاء على الإطلاق مهما كان العناء.

ما أجوده كرمًا دون استئذان أو ميعاد!

لا معوقات لنعمته: أحبائي .. ارتفعت النعمة جدًا فوق شر الإنسان، وظل تبارك اسمه يعطي حتى الصليب والموت. ففي يوم صلبه، لمَس أُذن عبد رئيس الكهنة المقطوعة فشفاها، فحتى إجرامه وعدوانيته لم يحرمه من عطاء إله كل نعمة. وعلى الصليب بدأ اللصان يُعيرانه، فظل صامتًا ونعمته تذيب قلب اللص التائب دون عِتاب أو نظرة توبيخ حتى سقط العصفور في شبكة النعمة، وتاب وصرخ قائلاً: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». فما أروعه، يعطيه أكثر مما افتكر أو تصوَّر دون تلميح أو تصريح لماضيه أو تعيير: «اليوم تكون معي في الفردوس»!!

وحتى موته تبارك اسمه لم يمنعه عن العطاء (بل هنا انفجرت كل ينابيع النعمة) فبعد أن مات واليدان والرِجلان مُسمَّرتان، والروح قد أُودعت ليدي الآب، فإذا بجنبه المطعون يترك آخر هدية للنعمة لهذا العالم المسكين: الدم والماء.

طوباكِ يا نفسي .. فليس هناك ما يحرمك من النعمة.

فيا لها من نعمةٍ تفيضُ بالإحسانْ إنَّا ونحن هكذا لنا هنا مكانْ

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net