الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 31 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العذاب الأبدي
فَنَادَى ... ارْحَمْنِي .. لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللَّهِيبِ ( لو 16: 24 ) وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ ( رؤ 14: 11 )
إن تعليم المسيح في لوقا 16: 19-31 يُرينا أنه عند الموت تذهب أرواح غير المؤمنين مباشرة إلى موضع عذاب «مات الغني أيضًا ودُفن، فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب»، وتظل هناك في حالة إدراك تام حتى قيامة الأشرار، وفي ذلك الوقت يظهر الأشرار أمام العرش العظيم الأبيض ( رؤ 20: 11 -15) ليُدانوا بحسب أعمالهم (دليل تفاوت درجات العقاب)، ثم تُطرَح أجساد وأرواح غير المفديين، مع الموت والهاوية، في بحيرة النار ( رؤ 20: 14 ).

إن كلمة عذاب معناها ”تألم الجسد أو العقل“. وعذابات العقل ستشتد وتزداد بتذكُّر أفعال الخطية، وتذكُّر صلوات الأصدقاء المؤمنين وترانيم الإنجيل ورسائله، وتذكُّر رفض توسلات المُخلِّص المُلحّة وقرعاته على باب القلب، وهناك ستكون أفكار عن سعادة أولئك الذين في محضر المسيح وعن نقاء وهدوء جو السماء، وعن الراحة والقداسة هناك. إن هذه الأفكار ستُعذِّب النفس الهالكة، كما أن الاستسلام لسلطان الخطية وللشهوات الجسدية ولعُشراء السوء، كل هذا سيعمل على تعذيب النفس إلى الأبد.

مكتوب في متى 14: 24 «أما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر مُعذَّبة من الأمواج. لأن الريح كانت مُضادة». فالبحارة والركاب يعرفون العذاب الذي تُسببه عاصفة في البحر، وبعد ساعات من الدفع والجذب يسود الإجهاد بين ضباط وبحارة الباخرة، وتنقطع المحادثات ويحل محلها أوامر قصيرة وأسئلة قلقة، وتظهر الساعات لضابط اللاسلكي المربوط في كرسيه كأن لا نهاية لها. والقبطان لا يجرؤ على أخذ قسط من الراحة أو النوم حيث إنه مسؤول عن سلامة السفينة. ويبلغ الإجهاد مَداه. ومع كل ذلك فهناك دائمًا أمل مُشرق في أن هذه العاصفة ككثير من سابقتها ستنتهي، وأن الأمواج ستهدأ، وأن الجو سيصفو. أما عاصفة جهنم فستظل في هياج أبدي، وأولئك المُعذَّبُون بأمواج اليأس لن يأملوا في هدوء مُقبل لأنهم يعرفون أنه لن يكون هناك تغيير إذ سيُعذََّبُون ويُعذََّبُون ويُعذََّبُون عذابًا أبديًا لا ينتهي، جلبوه على أنفسهم برفضهم نعمة الله ( رؤ 14: 11 ).

إن عقولنا المحدودة لا تستطيع أن تَعي ما يتضمنه العذاب الأبدي، ومع ذلك فإن الذين يَقبَلون الكتاب المقدس كوحي الله يتجهون إلى الله قائلين: ”يا أبانا القدوس إن هذا فوق مَداركنا، ولكن أفكارك ليست أفكارنا، ونحن نعلَم أن أحكامك حق وعادلة“.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net