الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 27 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
على انفراد
وَبِأَمْثَال..كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا .. وَأَمَّا عَلَى انْفِرَادٍ .. يُفَسِّرُ لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ ( مرقس 4: 33 ، 34)
نحن هنا أمام فريقين: فريق يسمع، وفريق يفهم. فريق يكتفي بالقشور، وفريق آخر يستوضح الأمور. فريق يمشي مع الزحام، وفريق آخر يبحث في معنى الكلام. فريق يسير مع الأفراد، وفريق يجلس مع المسيح على انفراد. هنا ومِن خلال هذه الكلمات المقدسة ندرك أهمية الجلسة على انفراد مع سيدنا الغالي وربنا المعبود الرب يسوع المسيح. ونرى هنا عدة أمور أهمها:

1- هناك فرق: كلمة «أمَّا» هنا تعني اختلاف ما قبلها عما بعدها، وهي تفصل بين فريق وفريق. كما أنها توضح لنا مدى التميُّز الذي يكون مِن نصيب مَن يلتقي بالمسيح على انفراد. إنها تؤكد تميُّز أولئك الذين يجلسون مع المسيح على انفراد، عن باقي الجموع التي تحتشد لتسمع أقواله دون أن تبحث في معناها أو تنفرد به لتفهم المقصود من أقواله.

2- «يُفسِّر لتلاميذه»: كان الرب بنفسه هو الذي يُفسر على انفراد لتلاميذه ما يقوله للجموع الكثيرة مِن حوله. فما أروع تفسيره! فبكل تأكيد لن يكون هناك مجال للشك أو فرصة للتأويل ما دام الرب نفسه هو الذي فسّر ما سبق وقاله. وهذا ما نحتاجه جميعًا في هذه الأيام؛ إننا في حاجة ماسة للجلوس على انفراد مع المسيح ليفسر لنا كلمته، بدلاً من أن نلجأ للبشر، ونبحث هنا وهناك عن معنى أقواله، والمقصود من أعماله معنا. فالبشر مُتعبُون كلهم، والكتب قد تأخذنا في طرق كثيرة متشعبة ثم تتركنا فجأة وقد ازدادت حيرتنا وكثرت شكوانا. أما الرب فهو خير مُعلِّم لكلمته. وقد قال أحدهم: إن أعظم شارح لكلمة الله هي كلمة الله نفسها. فليتنا نُطيل الجلوس بين يدي الله على انفراد، ليُفسر لنا أقواله ويعلن لنا فكره.

3- «كل شيء»: رائع أن يُفسر لنا الله مقاصده وكلمته، لكن رائع أيضًا أنه يفسر لنا كل شيء. لا يترك شيء للتخمين أو المحاولات البشرية لفك طلاسم المكتوب، بل هو يُفسر لنا كل شيء. اذهب إليه تجد لديه تفسيرًا وتوضيحًا لكل ما يدور في ذهنك. اذهب إليه بأسئلتك، بمخاوفك، بشكوكك، بآلامك. اذهب إليه وعلى انفراد .. تحدَّث معه في كل ما يشغلك ويؤرقك، ستجد عنده إجابة شافية ووافية لكل ما يُحيّرك ويُشتت ذهنك. فقط جرِّب أن تجلس معه على انفراد.

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net