الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 2 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل تَضْحَكُ؟
اَلْعِزُّ وَالْبَهَاءُ لِبَاسُهَا، وَتَضْحَكُ عَلَى الزَّمَنِ الآتِي ( أمثال 31: 25 )
قال أحدُ الشعراءِ لابنهِ: ”عزيزي وَلدي، إن السعادةَ ليست هى الضَحِكُ، ولا الشقاءَ هو البكاءُ، فإن كنتَ تسمَعُني أُردِدُ أناشيدَ البطولةِ، فاعلم أني أُغَني كَمَن يُغَنيَ في الظلامِ طردًا للفزع“.

صديقي ... أ تُداعِبُكَ حسنُ الأخبارِ فتضحَك؟ ولكنني كثيرًا ما رأيتُ ضاحكًا من فرطِ همِه! أ تُداهِمُكَ الأعصارُ فتبكي؟ ولكِنكَ قد ترى مثل ردِ الفعلِ هذا، لمَن جاش بالفرَحِ صدرُه! أَ ليس ضمن مَنْ يتغنون بأناشيد البطولةِ، مَنْ يُدرِئون عنهم أشباحَ الأزمانِ المجهولةِ؟ لقد جرَّب أحدُهم أن يقضيَ حياتَه ضَحِكًا وتفاهةً، فاستخلص: ”للضحكِ قلت: مجنونٌ، وللفرحِ ماذا يفعَلُ؟“ ولحسن فهمِ العبارةِ يمكنَ أن تُقرأ: ”عن الضحِكِ قلتُ: هذا جنون“. وعن هذا قال الجامعةُ أيضًا: «لأنه كصوتِ الشوكِ تحت القِدْر، هكذا ضحك الجُهَّال» ( جا 7: 6 ). أ ليس لأولئك الضاحكين توعدَّ السيد: «ويلٌ لكم أيها الضاحكون الآن، لأنكم ستحزنون وتبكون» ( لو 6: 25

ولكن ماذا يُقصَدُ بالضحكِ في الآيةِ المذكورةِ أعلاه؟

إن كتابَ اللهِ يُعلِّمنا أن الأتقياءَ لا يقضونَ أعمارَهم هزلاً وسفاهةً، ولا ضحكًا وتفاهةً، بل اتكالاً وطمأنينةً، لمَن أبطَلَ الموت وأعطى الحياةَ والخلودَ إنارةً.

أَ هو منطقىٌ أن نضحَكَ على ما هو آتٍ؟ فكيف يتسنَّى لهزيلِ الخُطا أن يضحَكَ على زمنٍ خفِىَ عليه معَالمُه؟ قد تذخَرَ أيامُه لنا هتافًا وتهليلاً، أو رُبما وجعًا وعويلا. رُبما قادَنا إلى بحبوحةِ العيش والخُطا اليسيرة، أو قد أتاهَنا على الجبالِ المُشَعَّبةِ ذات الاستفهامات الكثيرة، فكيف نضحك على ما هو قادم؟ إنَّ كتاب اللهِ يعلِّمنا أنَ الضمانَ ليسَ حليفًا لزمنٍ دون عداه، ولكنه في شخصٍ وليس سواه، خاطبه أيوب: «كُن ضامني عند نفسك» ( أي 17: 3 ). بل وتضرَّع إليه حزقيا: «يا رب، قد تضايقت. كُن لي ضامنًا» ( إش 38: 14 ).

إن الفُضلياتِ يضحكن على الزمنِ الآتي بغضِ النظرِ عما يضمُره لنا أو ما سيفصحُ به بعد قليلٍ، سواءٌ كان وابلاً من الوبالِ أو محطاتٍ سارةً نلتقي فيها بحسن المنالِ. لقد ضحكت فاضلةٌ ضحكةً لم تكن في محلِّها، فاستنكر لها الضيفُ السماويُّ قائلاً: «لماذا ضحكت سارة؟» ( تك 18: 13 ). فهل نضحك في قلوبِنا استبعادًا لمواعيدِ سيدِ الأكوان، أم نضَحكُ بقلبِنا استنادًا لضامنِ الأزمان؟

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net