الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عسل ولبن
شَفَتَاكِ يَا عَرُوسُ تَقْطُرَانِ شَهْدًا. تَحْتَ لِسَانِكِ عَسَلٌ وَلَبَنٌ، وَرَائِحَةُ ثِيَابِكِ كَرَائِحَةِ لُبْنَانَ ( نشيد 4: 11 )
ما أعذبه حديث هذا الذي يجري بين العريس وعروسه في سفر نشيد الأنشاد، إنه بحق حديث المحبة. وإذ يطول الحديث بين الحبيبين، تطرَب آذاننا بكلمات المحبة هذه التي تحمل معها كل مفردات الشوق والإعجاب، فها العروس تُعلن إعجابها بعريسها، وقد أوجزت كل إعجابها هذا في قولها الشهير «حلقه حلاوة وكله مُشتهيات. هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم» ( نش 5: 16 ). ولقد أشار العريس إلى إعجابه بعروسه قائلاً : «شفتاكِ يا عروس تقطران شهدًا. تحت لسانك عسل ولبن، ورائحة ثيابك كرائحة لبنان». ( نش 4: 11 ). فثمر شفاه العروس من كلمات تذوقها العريس كالشهد.

ومن خلال قراءتنا لقول الرب في خروج 3: 8 «فنزلت لأُنقذهم من أيدي المصريين وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة، إلى أرض تفيضُ لبنًا وعسلاً». ندرك أن الرب أخرج الشعب من مصر، وأطلقهم من تحت نير العبودية لكي يعبدوه ويعيّدوا له ويصنعوا لاسمه ذكرًا ـ أي لكي يلذه – تبارك اسمه – سجودهم وحمدهم في هذه الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً. وإن كانت الأرض تفيض لبنًا وعسلاً كخير مادي، إلا أنها أيضا سوف تفيض لبنًا وعسلاً على شفاه المُعيِّدين من شعب الله، فيلذون الرب بحمدهم، ويضعون بخورًا في أنفه.

إني أتخيَّل إعجاب العريس بكلام عروسه هنا في سفر نشيد الأنشاد قائلاً : «تحت لسانك عسلٌ ولبن»، لأن كلامها المنسكب من تحت لسانها هو كلام أرض الوطن، كنعان التي تفيض لبنًا وعسلاً، فهي إذ أكلت من خير الأرض الجديدة وشبعت بمركزها في أرض سيدها، أخرجت مما أكلته وشبعت به، وتحادثت مع حبيبها فتذوق فيه عسلاً ولبنًا.

أحبائي.. كم من الكلمات في أحاديثنا وصلواتنا وسجودنا وخدماتنا هي بالفعل عسلُ ولبن مرتبطة بأرض الوطن الأقداس السماوية ؟ أم أن معظم أحاديث حياتنا في زمن تغربنا هي ما زالت مرتبطة بمصر حيث العبودية ومحبة العالم التي هي عداوة للآب ؟

إنه على قدر تمتعنا عمليًا بما لنا في المسيح، وبقدر ما نعيشه من مقامٍ سامٍ جديد حيث المسيح الآن عن يمين عرش الله ، بقدر ما يكون حديثنا له مُلذًا، فيتذوق فيه عسلاً ولبنًا. هلم الآن لإشباع السيد، فهو يستحق أن يرى من تعب نفسه ويشبع.

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net