الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جمال ارتباط الضعف بالقوَّة
يَا حَمَامَتِي فِي مَحَاجِئِ (شقوق) الصَّخْرِ، فِي سِتْرِ الْمَعَاقِلِ، أَرِينِي وَجْهَكِ، أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ ( نشيد 2: 14 )
ما أجمل مشهد الحمامة الرقيقة الضعيفة، وهي تقف في شق الصخر في هدوءٍ وطمان، لا تكترث بِما قد يُحيط بها من أخطار، أو ما قد تتعرَّض له من عواصف ورياح، إذ يوحي منظرها الجميل البديع وهي في شق الصخر بكلّ معاني الأمان والسلام.

إنَّنا نرى في هذا المشهد الرائع ارتباط عجيب بين الضعف والقوَّة، وهذا عين ما نراه أيضًا في ”الوبار“ ذلك الحيوان الضَّعيف، والذي يضع بيوته في الصخر ( أم 30: 26 )، فكلاهما ضعيف، وكلاهما لا يعرف أن يدافع عن نفسه، إلاَّ أنهما يبدوان وكأنهما في كامل القوَّة، إذ يجدان كلاهما حماية وحصانة في الصخر!

إنَّ الجمال الذي يُرى في العروس هنا، ليس ما تتمتَّع به من قوَّة وصلابة، فهي في الواقع ضعيفة، وليس أنها تُظهر عدم مبالاة أمام المخاطر، إذ إنها كالحمام حسَّاسة، تنزعج كثيرًا إزاء أي صوت غريب، أو أي موقف مُزعج، بل جمالها في أنها تواجه الصعاب بهدوء وسلام، إذ تشعر بكل الأمان في قوَّة ومتانة الصخر الذي توجد فيه! وكأنَّ أُذناها المرهفة تلتقط كلمات الرب الواثقة، والتي سمعها يومًا الرسول بولس: «تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَلُ» ( 2كو 12: 9 )، فينعكس هذا على مُحيَّاها الجميل، فنسمعها تُنشد مع المُرنِّم: «الساكن في سِتر العلي، في ظل القدير يبيت. أقولُ للرب: ملجأي وحصني. إلهي فأتكلُ عليهِ»، وإذ بها تُصغي إلى صدى ترنيمتها، فتسمع مَن يُجيبها: «لأنه يُنجيك من فخ الصيَّاد ومن الوبأ الخطر. بخوافيهِ يُظلِّلُكَ، وتحت أجنحته تحتمي. تُرسٌ ومجنٌ حقهُ. لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطيرُ في النهار، ولا من وبأ يسلُك في الدُّجى، ولا من هلاكٍ يُفسدُ في الظهيرة» ( مز 91: 1 -6). وهكذا تتلألأ أمامها - وسط ما يُحيط بها من أخطار - تلك الكلمات الإلهيَّة الخالدة: «ويكونُ إنسانٌ كمخبأ من الريح وستارة من السيل، كسواقي ماء في مكانٍ يابس، كظل صخرة عظيمة في أرضٍ مُعيية» ( إش 32: 2 ). وأيضًا كلمات الرب اليقينيَّة: «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني .. ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي» ( يو 10: 27 ، 28).

أيها الشاعرُ بالضعفِ افتخرْ نعمتي تكفيكْ
حينما أنتَ ضعيفٌ فانتظرْ نعمتي تكفيكْ
قوتي في ضعفِكَ ستنتَصرْ نعمتي تكفيكْ

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net