الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليل الدموع وفجر البستان
اذْهبَاَ سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأمْوَاتِ ( متى 28: 7 )
يمثل إنجيل متى 28 نهارًا مُشرقًا جميلاً بعد ليلة عاصفة مُلبَّدة بالغيوم.

فما أشد الغيوم الكثيفة في ص27! ومَنْ منا يستطيع أن يدرك ثقل غيوم الدينونة التي حلَّت على رأس سيدنا الكريم والتي سقطت فوقه كالسيول الغامرة! فها مشاعره الداخلية تصرخ: «عليَّ استقر غضبك، وبكل تياراتك ذلّلتني» ( مز 88: 7 )، وأيضًا «غمرٌ ينادى غمرًا عند صوت ميازيبك، كل تياراتك ولُججك طَمَت عليَّ» ( مز 42: 7 ).

فابن الله الكريم؛ قدوس الله، والذي في يومٍ سابق أتَت سحابة نيِّرة وظلّلته على جبل التجلي، والذي في كل حياته على الأرض كان يستقر عليه كل رضى الله، قد جاءه الوقت الذي استقر عليه كل غضب الله، لماذا؟! لأنه كان في تلك الساعات الثلاث المظلمة ينوب عن مؤمنيه ويكفِّر عن الخطية، حقاً ما أثقلها ظلمة، تلك التي دخل فيها ابن الله القدوس محكمة عدل الله لكي يقَاصَص نيابةً عنا!

لكن تُرى، هل سيظل ابن الله الكريم حبيسًا خلف اعتقادٍ ترسَّخ وتأكد في أذهان البشر أنه مجرم استوجب الموت، ونالت العدالة منه؟

وهل سيظل مختفيًا عن أعين البشر في قبرٍ نُحت له في الصخر؟ وهل حقًا سيظل آخر مشهد رأته فيه الأرض هو مشهد العار حينما أحصيَ مع آثمة؟!

ألا تتدخل السماء لتنصفه وتُعلن بره؟

نعم وبكل تأكيد، فها فجر الأحد قد جاء، وشمس القيامة قد ألقت بنورها على كل الأرض، وها غيوم الدينونة قد ولَّت وليل الصليب قد عَبر، حقًا قام المسيح – قام وانتصر – لقد سُمع له من أجل تقواه فأقامه الله ليعلن بره، قام ليكون هو أيِّلَة الصبح، الأيِّلَة المُسيَّبة في صبح القيامة والتي تعطي أقوالاً حسنة، وما أحسنها أقوال تلك التي نطق بها تبارك اسمه لمريم المجدلية: «لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» ( يوحنا 20: 17 ).

إخوته؟! نعم إخوته، فها الصليب قد بدأ يطرح ثماره، وحبة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت قد بدأت تأتي بالثمر الكثير، ثمر من ذات الجنس والصنف، إخوته ـ أي من ذات رُتبته وجنسه، فيا للمجد!!

عياد ظربف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net