الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة الحكيمة
وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَر ( يوحنا 11: 5 )
لقد مرض لعازر، ثم مات. فهل كان هذا لأن لعازر ليس محبوبًا من الرب؟ هل لأنه أقل في نظر الرب من باقي أفراد العائلة؟ كلا. فلقد ورد في يوحنا 11 ثلاث مرات أنه محبوب. والخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا. لقد قالت الأختان ذلك (ع3)، ثم أكده الرب (ع11)، وأخيرًا اعترفت به الجموع (ع26). فحقًا كان الرب يحب لعازر، بل وجعل الآخرين يشعرون بمحبته له.

في ع3 أرسَلَت الأُختَان إلي الرب قائلتين: «يا سيد، هوذا الذي تُحبه مريضٌ» ثم في ع11 قال الرب: «لعازر حبيبُنا قد نام». هذا معناه أن موت لعازر لم يكن مرجعه قلة محبة الرب له، بل إن للمحبة طريقها الخاص. إنها محبة حكيمة، محبة تُدَرِّب المحبوب واضعة خيره في النهاية نصب عينيها. نعم إنها محبة تعمل لخيرنا سواء عرفنا ذلك في الحال أم تأخر إدراكنا له.

وأخيرًا في ع36 «قال اليهود: انظروا كيف كان يُحبه!». هذا ما قالته الجموع عندما رأوا يسوع يبكي عند قبر لعازر. فماذا نقول نحن أمام مشاهد القصة كلها، لا أمام مشهد واحد منها فقط؟ نعم ماذا نقول نحن إذا تأملنا جهاده ودموعه في جثسيماني؟ تَرْكه من الله، وصراخه في الجلجثة؟ نعم نقول: انظروا كيف أحبنا ولا يزال يحبنا!!

وبالإضافة إلى هذه المرات الثلاث يذكر الوحي في ع5 المحبة للعائلة إجمالاً فيقول: «وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر». إنه يحب العائلة كلها. لكن لماذا يَرِد ذكر الأسماء بهذا الترتيب؟

مَرْثَا التي قد تظن أنها أقل مَن يستحق محبة الرب، نظرًا لموقف سابق لها من الرب ( لو 10: 40 )، بل ربما يتطرق إلى فكر أحدنا أن ما جرى للعائلة هي سببه، يضعها الوحي في المقدمة، إذ يقول: «وكان يسوع يحب مرثا». وأما لعازر الذي أكد الفصل ثلاث مرات على محبة الرب له فيُذكَر أخيرًا. وأما مريم التي كنا نظن أنها ستوضع في الصدارة، لا يذكر الوحي اسمها هنا، بل يقول فقط «أختها».

دعنا نتعلَّم من ذلك أن محبة الرب لنا وتعاملات الرب معنا، لها مقاييسها وأساسها في أشياء أعمق وأعظم بكثير من صفاتنا نحن. إنها مبنية على أشياء فيه هو لا على ما فينا نحن.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net