الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حتى متى؟
حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ أَدْعُو وَأَنْتَ لاَ تَسْمَعُ؟ أَصْرُخُ إِلَيْكَ مِنَ الظُّلْمِ وَأَنْتَ لاَ تُخَلِّصُ؟ ( حبقوق 1: 2 )
لقد امتلأت الأرض بالمظالم، وامتلأ العالم بالإرهاب، وأمسى الناس كسمك البحر، كدبابات لا سلطان لها ( حب 1: 13 ، 14). فحتى متى؟ هذه المشكلة بعينها حيَّرت قبلنا النبي حبقوق. وكانت أيامه أيام ظلم صارخ، والشر له اليد الطولى، وكان الله كأنه لا يُبالي ولا يفعل شيئًا. فتحيَّر حبقوق، وصرخ إلى الرب دون أن يرى التحرُّك الذي كان يتوقعه منه لنصرة المظلوم والدفاع عنه. فكتب نبوته التي افتتحها بالقول: «حتى متى يا رب؟».

كانت مشكلة حبقوق هي «حتى متى؟». فالمؤمن قد يتحمَّل الظلم والضيم وقتًا، ولكن عندما يطول الظلم قد يتسرب الفشل لقلب المؤمن. وهو نفس ما حدث مع أعظم المولودين من النساء؛ يوحنا المعمدان. فعندما طالت مدة سجنه تسرَّب إليه الفشل. ولقد تصرَّف حبقوق بحكمة عندما أتى بمشكلته إلى الرب. وهكذا فعل أيضًا المعمدان ( مت 11: 2 -6). ونحن أيضًا نكون حكماء حقًا لو أتينا بكل مشاكلنا إلى الرب.

ولقد أجاب الرب ( حب 1: 5 -11). فالرب ليس ساكتًا كما يبدو، بل إنه يعمل عملاً. وإن لم يكن من السهل معرفة ما يعمله الرب مُسبَّقًا. فالرب كان سيستخدم الأمة الكلدانية القاحمة للتأديب. وما المانع أن يستخدمهم الرب؟ أَ لم يَقُل المرنم: «لأن الكل عبيدك» ( مز 119: 91 ). لكن كيف يستخدم الله الأشرار لتأديب مَن هم أبر منهم؟! إن إجابة الرب حملت معها تساؤلات أكثر من التي أجابت عليها ( حب 1: 12 -17). وإذ كاد إيمان حبقوق يفشل، فقد أسرع إلى المرصد، ووقف منتظرًا إجابة الرب عليه. فأجابه الرب: «لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد، وفي النهاية تتكلم ولا تكذب. إن توانَت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر ... والبار بإيمانه يحيا» ( حب 2: 3 ، 4).

وما أجمل أن نقف نحن أيضًا على مرصد النبوة. أما بالنسبة لنا نحن فلن يُقال إن الرؤيا بعد إلى الميعاد، ولا أنها ستتوانى ... فلا وقت يفصل بيننا وبين مجيء المسيح، بل سيُقال لنا: «إنكم تحتاجون إلى الصبر ... لأنه بعد قليل جدًا سيأتي الآتي ولا يُبطئ» ( عب 10: 36 -38). وعندما ندرس الكلمة النبوية التي هي كسراجٍ مُنير في موضع مُظلم، سيتغيَّر المشهد بالتمام أمامنا، بل سيطلع كوكب الصبح في قلوبنا. وعندها لن ننشغل بالظروف بل سنفرح رغم كل الظروف ( حب 3: 17 -19).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net