الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أخبَروهُ وأخبَروهُ
وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ مُضْطَجِعَةً مَحْمُومَةً فَلِلْوَقْتِ أَخْبَرُوهُ عَنْهَا ( مرقس 1: 30 )
في إنجيل مرقس - إنجيل الخادم الكامل - تكرَّرت كلمة ”أخبروه“ مرتين ( مر 1: 30 ؛ 6: 30). وحسنًا فعل التلاميذ. ففي الإخبارية الأولى حملوا الآخرين إلي الرب، وفي الإخبارية الثانية حملوا أنفسهم أمام الرب. وهاتان الصفتان لازمتان لمَن يخدم المسيح؛ أن يضع القطيع أمام الرب بكل ظروفهم، وأن يضع نفسه أمام الرب.

الإخبارية الأولى: «كانت حماة سمعان مُضطجعة محمومة فللوقت أخبروه عنها» ( مر 1: 30 ). في تصرف رائع قام التلاميذ بإخبار الرب عن حماة سمعان أنها مضطجعة محمومة. وفي هذا نرى الخادم الذي يحمل أخبار إخوته إلي الرب في عرش النعمة؛ يأتي بظروفهم ويضعها أمام الرب، لا أمام الآخرين. والتلاميذ كان عندهم الثقة التامة في مَن يطلبون منه «ولكن ليطلُب بإيمان غير مُرتاب البتة، لأن المُرتاب يُشبه موجًا من البحر تخبطُهُ الريح وتدفعه. فلا يظُن ذلك الإنسان أنه ينال شيئًا من عند الرب» ( يع 1: 6 ، 7). وحينما نضع قطيع الرب أمام الرب بظروفهم التي طوَّحت بهم وأبعدتهم عن خدمة المسيح، كما فعل التلاميذ مع حماة سمعان، ونفعل ذلك بإيمان، سنجد الاستجابة من الرب «فتقدَّم وأقامها ماسكًا بيدها فتركتها الحُمى حالاً وصارت تخدمهم» ( مر 1: 31 ).

الإخبارية الثانية: «واجتمع الرُسل إلى يسوع وأخبروه بكل شيء، كل ما فعلوا وكل ما علَّموا» ( مر 6: 30 ). في هذه الإخبارية لا نجد الرسل يخبرون الرب عن الآخرين بل عن أنفسهم. والشيء اللافت للنظر في هذه الإخبارية كلمة ”كُلّ“ التي تكررت ثلاثة مرات «أخبَروهُ بكل شيء، كل ما فعلوا وكل ما علَّموا». لقد فعلوا كما فعلت ملكة سبا قديمًا حينما «أتت إلى سليمان وكلَّمَتهُ بكل ما كان بقلبها. فأخبرها سليمان بكل كلامها. لم يكن أمرٌ مخفيًا عن الملك لم يُخبرها به» ( 1مل 10: 1 -3). إنها صفة لازمة لمَن يخدم المسيح، أن يضع كل شيء أمامه، سواء الأفعال أو الأقوال التي ينطق ويُعلِّم بها، وفي عرش النعمة نُخبره بكل ما نفعله، وبكل ما نُعلِّم به، وهو أيضا بدوره سوف يُخبرنا بكل كلامنا، ولن يكون أمرًا مخفيًا، كما فعل سليمان مع ملكة سبأ.

ليُعطنا الرب نعمة لننظر إلى مثالنا الكامل؛ الرب يسوع الذي كان يفعل ويُعلِّم - لا بمعزل عن أبيه - بل كان في كل حين يفعل ما يُرضيه، وأيضًا نتمثل بإيمان الرسل فيما أخبروا الرب به عن الآخرين وعن أنفسهم.

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net