الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مسيح جالس .. وباب مفتوح
بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي ( عبرانيين 1: 3 )
لما أكملَ المسيح عمل الفداء العظيم على الصليب، صعد إلى العلاء، وجلس عن يمين الله في السماء. فلأنه أكمل عمل الفداء جَلَسَ. فالذبيحة من أجل الخطاة قُدِّمت وقُبلت، وقد تمجَّد الله وسُددت أعواز الخطاة، ووُفيت مطاليب عرش الله بواسطة دم الذبيحة المرشوش. وإذ أكمل الكل إلى الأبد، انفتح باب الرحمة على مصراعيه لأشر الخطاة، وأُظهر الطريق إلى الأقداس، وأُرسلت الدعوة إلى العالم أجمع ”مَن يُرِد فليُقبل ويشرب من ينبوع ماء الحياة مجانًا“، واستطاع الله أن يقبل ويُسامح بمحبة فائضة كل مَنْ يأتي إليه مؤمنًا بعمل الابن الكامل.

وهكذا أصبح لنا في الوقت الحاضر: مسيح جالس، وباب مفتوح, وكل مَنْ يأتي إليه بملء الثقة في محبة الآب الكاملة وعمل الابن التام لأجله، ترحب به السماء وكل مَنْ فيها. ولا حاجة للشكوك والمخاوف لأن الدخول من الباب المفتوح بالإيمان بالمسيح هو الدخول إلى السماء. وكيف ذلك؟ وبأية حالة؟ بحالة استحقاق المسيح نفسه. فيتقدَّم المؤمن إلى عرش الله مباشرة، ويقف في نور ذلك العرش في كل كمال وقبول المسيح نفسه. ووجود عيب في المؤمن هناك هو بمثابة وجود عيب في الجالس على العرش نفسه، لأن المؤمن يقف هناك - لا بأهليته واستحقاقه – بل بأهلية واستحقاقات المسيح. قال المسيح من فوق الصليب للّص المؤمن: «إنك اليوم تكون معي في الفردوس». وما أحلى كلمة «معي»، فإنها تُرينا أين هي السماء، بل ما هي السماء؛ هي الوجود مع المسيح. نحن الآن بالإيمان «في المسيح»، ولكننا بعد قليل سنكون «معه» شخصيًا، وإلى الأبد بأجسادنا المُمجَّدة ( 1تس 4: 17 ).

أما من حيث النتائج المباشرة والحالة الراهنة لكل الذين يؤمنون بالمسيح، فالآية الآتية تبينها لنا بوضوح «المسيح أيضًا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقرِّبنا إلى الله» ( 1بط 3: 18 ). هذا هو إنجيل نعمة الله الكامل الحلقات. فالمؤمن بفضل موت المسيح وآلامه قد اقترب إلى الله في المسيح؛ ليس إلى الصليب فقط، بل إلى العرش. ليس إلى مكان فقط، بل إلى الله نفسه. ولا يوجد أسمى مِن هذا المركز – القرب إلى الله بحالة المسيح نفسه – بحياته وبره وسلامه وقيمته وكماله ومجده «لأنه كما هو (أي المسيح في المجد)، هكذا نحن أيضًا في هذا العالم» ( 1يو 4: 17 – ترجمة داربي).

أندرو ملر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net