الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العصا التي أَفْرَخَت
دَخَل مُوسَى إِلى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، وَإِذَا عَصَا هَارُونَ ..قَدْ أَفْرَخَتْ.. َأَزْهَرَتْ زَهْرًا .. لوْزًا ( عدد 17: 8 )
لماذا عادت عصا هارون إلى الحياة؟ ذلك لأن أُناسًا أشرارًا أشعلوا ثورة على الله وعلى مسيحه (مُمثلاً في موسى القائد المُخلِّص، وفي هارون الكاهن الوسيط)، وكانت النتيجة أنهم هلكوا في ثورة قورح بقضاء إلهي، بَيَّنَ مَنْ هم للرب ومَنْ هم ضده. وفي هذا تحذير خطير لكثيرين في هذه الأيام يرفضون مسيح الرب رئيس الكهنة الوحيد العظيم، ويريدون أن يضعوا مكانه وسطاء لا نفع فيهم على الإطلاق «لأنه يوجد إلهٌ واحدٌ ووسيطٌ واحدٌ بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فديةً لأجل الجميع» ( 1تي 2: 5 ). ويوجد رئيس كهنة واحد عظيم كما تشهد كلمة الله في عبرانيين 5 «ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسهِ، بل المَدعو من الله، كما هارون أيضًا. كذلك المسيح أيضًا لم يمجِّد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له: أنت ابني أنا اليوم ولدتك. كما يقول أيضًا في موضع آخر: أنتَ كاهنٌ إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق» ( عب 5: 4 -6).

ولقد حسَم الله هذه القضية في الرمز عندما أمر موسى أن يأخذ عصًا واحدة لكل سبط ويضعها في خيمة الاجتماع. وفي الصباح إذا بجميع العصي تظهر كما هي أعوادًا ناشفة، إلا واحدة هي عصا هارون، فقد أزهرت وأنضجت لوزًا. فالحياة في نشاطها وكمال تدفقها وُجدت في عصا هارون الكاهن المدعو من الله، الذي كان وحده يقف بين الله والناس في يوم الكفَّارة العظيم. فالتمرُّد على هارون هو تمرُّد على الرب نفسه، والنتيجة عقاب من يد الرب. ويا له من أمر خطير أن نضع «أُناسًا بهم ضعف» ( عب 7: 28 ) في مركز يتبوأه المسيح وحده باستحقاق كمال شخصه وكمال عمله. ليتنا نُحسن الرؤية فلا نرى غير شخصه الفريد - يسوع وحده - الذي ليس بأحد غيره الخلاص، وليس أحد غيره يُحسن إلى الخطاة المساكين بغفران خطاياهم.

من أجل ذلك نتحذر اليوم من العبارة التي قيلت قديمًا: «اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البُغاة ولا تَمسُّوا شيئًا مما لهم لئلا تهلكوا بجميع خطاياهم. فطلعوا من حوالي مسكن قورح وداثان وأبيرام» (العدد 16: 26، 27). لنفترز من أولئك الذين يُنكرون مركز ربنا يسوع المسيح كالنبي، الملك، الكاهن. مركزه الذي أُعطيَ له باستحقاق مجد صفاته الشخصية كإنسان، ومجد كفاية عمله على الصليب، وجوابًا على كمال طاعته حتى الموت.

إدوارد دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net