الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 21 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَمَة الرب
هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ( لوقا 1: 38 )
أَمَة الرب هي التي تجتهد لتُكرم الرب وتخدم شعب الرب. وأول مشهد يسجله الروح القدس عن المُطوَّبة مريم بعد أن سمعت بشارة الملاك هو أنها «ذهبت بسرعة ... وسلَّمت على أليصابات» ( لو 1: 39 ). لقد اجتهدت أن تشارك الأخبار السارة مع نسيبتها أليصابات.

وكانت مجتهدة في خلوتها وتأملاتها. فكانت تحفظ كل ما تسمعه من الرب أو عن الرب، متفكِّرة به في قلبها ( لو 2: 19 ، 51). كانت امرأة تُجيد الصمت والتأمل القلبي العميق الذي يزيد من تعلقها وإيمانها بالرب. كانت مجتهدة أن تُعطي كل مجد للرب. عندما تكلمت أليصابات طوَّبتها ورحَّبت بها. وعندما تكلَّمت مريم سبَّحت إلهها ومُخلِّصها. وحينما سمعت مريم أعظم عبارة مدح يمكن أن تسمعها آذان امرأة يهودية: «مباركة أنتِ في النساء ومباركةٌ هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا، أن تأتي أُم ربي إليَّ؟»، ماذا فعلت مريم؟ لقد أعطت المجد والعظمة للرب في الحال قائلة: «تُعظٍِّم نفسي الرب»، ولم تنسَ مركزها وذكرت أنها أَمَته، فقالت: «لأنهُ نظرَ إلى اتضاع أمَتِهِ»، وأنه «رفعَ المُتضعين» ( لو 46: 1 - 52).

كانت مجتهدة في إظهار مشاعرها نحو الآخرين، فنجدها في عُرس قانا الجليل، إذ مكتوب «دُعيَ أيضًا يسوع وتلاميذه إلى العُرس» و«كانت أُم يسوع هناك» ( يو 2: 1 ، 2)؛ لقد كانت سبَّاقة في أن تكون فَرِحة مع الفرحين. كانت مجتهدة في شهادتها عن الرب أمام الناس؛ قالت للخدام: «مهما قال لكم فافعلوه» ( يو 2: 5 ). كانت تعلم أنه دائمًا يُشير بالصواب، وأنه مقتدر في فعل ما يقوله. كانت مجتهدة في الصلاة وشركة القديسين: ففى أعمال 1: 14 «كانوا يواظبون بنفسٍ واحدة على الصلاة والطِلبة، مع النساء، ومريم أُم يسوع».

أيضا أَمَة الرب مستعدة دائمًا أن تكون في خدمة شعب الرب، وهنا أتذكر قول أبيجايل لداود عندما عرض عليها الزواج منها، لقد قالت بكل تواضع: «هوذا أَمَتُك جاريةٌ لغسل أرجل عبيد سيدي» ( 1صم 25: 41 ). وكل مَنْ ترغب أن تكون أَمَة الرب تقول بطيب خاطر: ”يا رب إنني أَمَتك، ومستعدة أن أغسل أرجل قديسيك“. إنها تذكِّرنا بالمرأة المشهود لها بالأعمال الصالحة في 1تيموثاوس5: 9 أنها «غسلت أرجل القديسين، ساعدت المتضايقين». نعم أَمَة الرب هي التي تجتهد لتُكرم الرب وتخدم شعب الرب، ويقينًا تنال مديح الرب وإكرامه.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net