الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بِجَلدَته شُفِيتُم
حَمَلَ ..خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ ..، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ ( 1بطرس 2: 24 )
ليس هناك مَنْ عَمَل الخير مثل الرب يسوع. ولا أحد أيضًا ظُلم واُفتريَ عليه، وأُدين ظلمًا مثله. كما أنه أيضًا «لم يفعل خطية، ولا وُجِدَ في فمهِ مكر» ( 1بط 2: 22 ). ولم يكن فيه ولا في حياته أي لوم. ولكن لم يتألم أحد مثله، ولا تحمَّل أحد الألم بهذه الوداعة والكمال مثله «ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاةٍ تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازِّيها ولم يفتح فاه». في كل هذا ترك لنا مثالاً، نحن الذين دُعينا إلى طريقه، لنتبع خطواته. وتأمُّلنا في المسيح، بكل مجد كماله، لا يمكن أن يضيع تأثيره علينا، جاعلاً أفكارنا وطرقنا تتوافق معه. وإذا كنا مدعوين للألم، فإننا أيضًا مُطالبون أن نسلِّم لمَن يقضي بعدل، بدلاً من أن نحاول أن ننتقم لأنفسنا.

ولكن حتى في هذا، فنحن لسنا مثله، لأن لنا خطايانا، أما هو فإنه «لم يفعل خطية». لذلك كنا في حاجة لذبيحته الكفارية. فذاك «الذي لم يفعل خطية ... حَمَل هو نفسه خطايانا في جسدهِ على الخشبة» ( 1بط 2: 22 -24).

وكل جزء في هذه الآية المباركة يستحق كل اهتمام منا؛ «هو نفسُهُ» صار حامل الخطية وليس آخر. ويقول إشعياء إن «أحزاننا حَمَلها، وأوجاعنا تحمَّلها»، وتنبأ أيضًا عنه «وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا», و أَنَّهُ «ضُرب من أجل ذنب شعبي»، وأن الله «جعل نفسه ذبيحة إثم» ( إشعياء 53: 4 -10). هذه الخطايا هي خطايانا نحن، لأن الآية تتكلم عن عمل المسيح، ليس تجاه الله بتقديم الكفارة له، بل تجاه المؤمن بحمل خطاياه - خطاياه هو، وليس خطايا جميع الناس.

كما أنه «حَمَل ... خطايانا في جسدهِ»، فقد كان هو البديل عنا. لقد أخطأنا نحن في أجسادنا، وهو عندما صار إنسانًا كاملاً عَدَا الخطية، حمل خطايانا في جسده القدوس كذبيحة خطية. هذا ما حققه «على الخشبة (الصليب)»، لأنه في موته فقط، وليس أثناء حياته، تحقَّقت الكفارة. ونحن بِجَلْدَتِهِ شُفِينا.

ولكنه هناك حمل خطايانا، وأنقذنا من الجَلْدات التي كانت خطايانا تستحقها، لا لكي نستمر في خطايانا، بل لكي نموت عن الحياة العتيقة العالمية الفاسدة، وعن الخطايا التي فيها، لكي نعيش الآن بالبر العملي. فخطايانا قد كُفِّر عنها، وسقطت قضيتها، لكي نخلُص من ممارستها ومن سلطانها علينا.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net