الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشحاذ الأعمى
فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟ ( يوحنا 9: 8 )
شحاذ وأعمى! يا للبؤس! ويا للشقاء! ويا لها من صورة صحيحة لكل نفس لم تعرف المسيح! ولكن ذلك الشحاذ الأعمى حالما انفتحت عيناه أصبح موضع اهتمام جميع الذين حوله. فالتغيير الذي حصل في الرجل كان ظاهرًا للجميع. لولا ذلك التغيير الذي حصل في الرجل لكان الرجل يعيش ويموت في فقره وعماه دون أن يعرفه أحد أو ينتبه له أحد، ولكن قد حصل أمر عظيم؛ التقى ذلك الشخص مع ابن الله، ونشأ من ذلك اللقاء تغيير عظيم استدعى التفات جميع الذين حوله. وهكذا لا بد أن يكون دائمًا، فمن المستحيل أن يتقابل شخص بالمسيح دون أن يحصل على شيء لا يستطيع أن يخفيه عن الآخرين، لأن كل لمسة للمسيح فيها شفاء وقوة، وكل نظرة بالإيمان إلى شخصه فيها حياة للأموات، وخلاص للهالكين ونتائج عجيبة.

أيها القارئ المحبوب: هل اختبرت تلك القوة المقدسة العجيبة التي تنتج من التعامل الشخصي مع المسيح؟ هل اختبرت قيمة لمسة الإيمان، ونظرة الإيمان؟ تأكد أيها العزيز أنه لا شيء ينفعك سواهما. قد يمكن أن تكون لطيفًا ورقيقًا ومؤدبًا دون أن يكون لك اتصال شخصي حي بالمسيح. هذا أمر خطير يا ليتك تقدِّر خطورته العظمى. فإن شعرت حقيقةً أنه لا يوجد اتحاد حي بينك وبين المسيح، نرجوك ونتوسل إليك أن تسمع صوته الآن وتذهب إليه بالثقة البسيطة. اطرح نفسك عليه بالإيمان، وبعد ذلك لا بد أن جميع الذين حولك يعرفون أنك كنت مع الرب يسوع. نتوسل إليك أن لا تؤجل المسألة. ولا تظن أن الزمان طويل، لأن وقت الله هو الآن، والغد ليس لك. الرب يسوع مجتاز، وينتظر منك أن تأتي إليه، فاتحًا أحضانه ليقبلك ويرفعك من حال الفقر والعمى، ويُعطيك بصيرة روحية، وغناه الذي لا يُستقصى. حينئذٍ تصير شاهدًا للمسيح في وسط أصدقائك وجيرانك الذين يرون أنك لست كما كنت قبلاً، بل حدث فيك تغيير عظيم، فالشهوات والعادات والطباع التي كانت تسود عليك قبلاً لم يَعُد لها سلطان عليك فيما بعد. وإن كانت الخطية تحدث منك أحيانًا، ولكنها لا تتسلط عليك. إن كانت تسكن فيك لكنها لا تملك. إن كانت تظهر أحيانًا ولكنها لن تسود.

كما أنا أعمى شقِيٌّ وفقيرْ إليكَ يا مَن دمُهُ يشفي العليلْ
فيك الشفاء النورُ والغنى الكثير آتي أنا يا حَمَلَ اللهِ الوديعْ

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net