الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 1 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العصفور المَنسي
أَ لَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيًّا أَمَامَ اللهِ؟ ( لوقا 12: 6 )
بمقارنة لوقا 12 مع متى 10 نفهم أنه عند شراء أربعة عصافير يُعطي البائع عصفورًا خامسًا إضافيًا مجانًا. ولكن إن كنا نرى هنا عصفورًا لا قيمة له في نظر البائع، لكن ليس هكذا عند الرب، إنه ليس منسيًا بل وله قيمة وغلاوة عند الرب! هل شعرنا مرة بهذا الشعور المُحبِط بأننا مُهمَلون؟ لقد اجتاز داود في مثل هذا الاختبار، إذ كان منسيًا من أبيه، ومحتقرًا من إخوته، ومجهولاً من الملك؟!

عندما دعا صموئيل يسَّى وبنيه للذبيحة، حرص يسَّى أن يجمع كل أبنائه، ولكنه نسيَ بل تناسى تمامًا الصغير، حتى إن صموئيل تحيَّر عندما لم يَختر الرب واحدًا منهم ليجعله ملكًا على شعبه، مما جعله يسأل يسَّى: «هل كَمُلَ الغلمان؟»، وهنا تدارك يسَّى الأمر فأجابه «بقيَ بعدُ الصغير، وهوذا يرعى الغنم» ( 1صم 16: 11 ). نعم لقد كان داود منسيًا من أبيه، الذي ما كان يخطر على باله أن الله سيتجاهل جميع بنيه، ولا يختار سوى هذا الصغير ليمسحه ملكًا!

وعندما أرسله أباه ليفتقد سلامة إخوته في الحرب، وأظهر استعداده أن يُنازل هذا الفلسطيني الأغلف، وبَّخه أليآب أخوه وتهكَّم عليه قائلاً: «لماذا نزلت؟ وعلى مَنْ تركت تلك الغُنيمات القليلة في البرية؟ أنا علِمتُ كبرياءك وشر قلبك، لأنك إنما نزلت لترى الحرب» ( 1صم 17: 28 ). ولم يعرف أليآب أن هذا المحتقر في عينيه سيصنع الربّ به خلاصًا عظيمًا، وهو الذي سيُسكِت تعييرات هذا الفلسطيني المتعجرف، وسوف تُنشد له جميع النساء بهجةً لنُصرته العظيمة.

وعندما حقق داود هذا النصر العظيم وقتل جليات، نجد شاول الملك يسأل قائد جيشه: «ابنُ مَن هذا الغلام يا أبنير؟»، رغم أن داود سبق له أن تعامل مع شاول ( 1صم 16: 14 - 23)، وعرف شاول داود كعازف موسيقى، كفنان وشاعر، ولكن لم يعرفه كجبار بأس في الحرب. لقد كان مجهولاً بالنسبة له كصاحب النصرة وكرجل الحرب، وكرجل الإيمان الذي يعمل مع الله. لكن هل تقدير الناس لداود غيَّر من تقدير الربّ له؟ كلا، ليكن تقدير الإنسان ما يكون، غير أن تقدير الرب لكل واحد من قديسيه سيظل ثابتًا لا يتغير.

إن أُنسَى من أمي الحنونْ أحضانُ ربي لي تصونْ
أعزُ خلقه البنونْ فكيف ينسانـي؟

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net