الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كيف تتنفس؟
لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي ( أعمال 9: 11 )
فقال له الرب: قُم واذهب إلى الزقاق الذي يُقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسيًا اسمه شاول – لأنه هوذا يصلي» ( أع 9: 11 ).

قيل والقول حق: إن الصلاة هي ظاهرة التنفس للحياة الروحية. فإن الطبيعة الجديدة في المؤمن حين تبرهن عن نفسها إنما تبرهن ذلك بالصلاة. والروح القدس الساكن في المؤمن حين يقوم بوظيفته الأساسية في المؤمن إنما يفعل ذلك بالصلاة. ونحن حين نتكلم عن الصلاة إنما نتكلم عن أمر من أعظم الأمور التي تقترن بالخلاص.

في سفر الأعمال (ص9) نقرأ عن اهتداء ذلك الطرسوسي العظيم. إن حنانيا خاف عندما سمع اسم شاول فقال للرب: «قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل، كم من الشرور فعل بقديسيك في أورشليم!» ( أع 9: 13 ) فطمأنه الرب بقوله: «هوذا يصلي»، لأن حقيقة كون شاول يصلي كانت برهانًا كافيًا على أن تغييرًا قد حصل لقلب ذلك المنتفخ المتغطرس والمضطهد المفتري. لقد قال الرب هذه العبارة تدليلاً على صحة خلاص بولس وصحة تجديده، لأجل ذلك فالصلاة لها قيمتها ولها وزنها عند الله كشيء عظيم يُصاحب الخلاص في القلب (ونحن نقصد الصلاة الحقيقية وليست الشكلية العادمة الحياة). هذه الصلاة الحقيقية ـ قال عنها واحد إنها تعبير المؤمن عن اتكاله على الله أو هي تمسُّك الضعيف العاجز بقوة القادر. هي شعور ناطق صارخ بعدم القوة وبعدم الثقة في الذات مع يقين الإيمان بقوة الله وبنعمته وبمحبته لأجل المعونة. هي طِلبة على لسان المحتاج سواء كانت الحاجة شخصية أو كانت تخص الآخرين. وهي دعوة موجهة إلى الله العلي القادر على كل شيء ليتدخل إلى جانبنا. وداود في مزمور 109، وفي غيره من المزامير (140، 141) يُرينا هذه الصفة للصلاة.

هذا الاتجاه إلى لغة الاتكال الواثق في الله هو لغة الطبيعة الجديدة في المؤمن ويميز كل واحد من أولاد الله. أما الطبيعة القديمة في الإنسان الطبيعي فهي تتجه إلى الاستقلال عن الله، لذلك لا تعرف الاتكال عليه. والصلاة لا تُعرَف عند غير المُخَلَّصين– إنهم لا يتنفسون لأنهم أموات روحيًا. ونحن لنا هذه العلامة، إن كان أحد لا يتنفس فهو لم يأخذ حياة بعد.

يا قَلبُ في كلِّ الأمورْ داومْ على الدُّعاءْ
صباحُكَ ابدأهُ بهِ واختِم بهِ المَسَاءْ

ناشد حنا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net