الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة في كفايتها
تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ ( 2كورنثوس 12: 9 )
في يوحنا 1 نقرأ أربع مرات عن نعمة الله «والكلمة صارَ جسدًا وحلَّ بيننا .. مملُوءًا نعمةً وحقًا .. ومن ملئهِ نحن جميعًا أخذنا، ونعمة فوق نعمة .. النعمة والحق بيسوع المسيح صارا».

ويا لها من عبارات! ”مَملوءة نِعمَةً“! مِلء النِّعمَة! نِعمَة فوق نِعمَة! وما أبدع ما أُعلن عن تلك النعمة في حياة سيدنا بين الناس! لقد انسكبت النعمة على شفتيه، ولقَّبوه يومئذٍ صَديق الخطاة لأنه أكل مع العشارين والخطاة وشرب. أظهر عطفه وحنانه للضالين والهالكين والمساكين والمتألمين، أما أصحاب البر الذاتي فلم يَنَلهم من شفتيه سوى كلمات الدينونة القاسية. في حين أغدق نعمة فوق نعمة للخاطئ التائب والمتألم الباكي! كم طمأنهم وخفف من لوعتهم بالقول: «ثِق يا بُني. مغفورة لكَ خطاياك»، «ثقي يا ابنة، إيمانكِ قد شفاكِ، اذهبي بسلام»؟ وفي حادث تلك المرأة التي «أُمسكت وهي تزني في ذات الفعل»، ما كان أشفقه له المجد، وما كان أرحب قلبه حينما وجدت نفسها وجهًا لوجه قدامه وقد هرب المُشتَكون عليها، وقال لها: «ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضًا».

وهناك كلمة أخرى تبعث في القلب اليقين بالنعمة، لم ينطق بها سيدنا المحبوب في أيام تجسده بل في أيام رِفعته، في مجده، على عرش أبيه. تلك هي كلمته لبولس، ولكنها لنا أجمعين. لقد أُعطيت لهذا الخادم النبيل شوكة في الجسد، هي من عمليات الشيطان، ولكنه تعلَّم أن ينظر إليها كعطية، وقد استطاع بمرونة روحه المُروَّضة أن يقرن تلك الشوكة بأعجب الإعلانات التي أُعطيت له. فقد اختُطِفَ إلى السَّماءِ الثالثة، إلى الفردوس، وهناك «سمِعَ كلمات لا يُنطَق بها» فكتب يقول: «ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات، أُعطيت شوكة في الجسد». وتضَرَّع إِلى الرب ثلاث مرات أَن تُفارِقه. وقد أجاب الرب على تضرعاته، ولكن ليس بإعفائه من الشوكة بل بما هو أفضل من ذلك: «تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَل».

«تكفيك نعمتي»!! كم لنا من اليقين الصادق في أقوال سيدنا المُمجَّد! ومَن ذا يقدر أن يصف كفاية نعمته لحياة المؤمن وسلوكه؛ في الخدمة والآلام، في الحياة والموت!! ما أكثر نقائص حياتنا كأولاد الله! ما أكثر ضعفاتنا! وما أبشع مظاهر الخطية الساكنة فينا! في أشياء كثيرة نعثر جميعًا ونفشل كلنا! ولكن تكفينا نعمته لأنه لا يكف عن خدمته الشفاعية أمام وجه الله لأجلنا.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net