الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 30 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عمل الرب
يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. ( حبقوق 3: 2 )
كان شعب يهوذا في الوقت الذي نطق فيه حبقوق بهذه الطِلبة في حالة روحية وأدبية غير مرضية، ومع ذلك فقد كان لحبقوق الإيمان القوي والثقة الوطيدة في إلهه بأنه لا بد «في الغضب يذكر الرحمة».

ففي الأصحاح الأول يُرَى هذا النبي صارخًا بسبب الظلم والإثم والخصام السائد حوله «حتى متى يا رب ... أصرخ إليك» (ع2).

وفي الأصحاح الثاني يُرَى حبقوق هذا مُراقِبًا ومنتظرًا جواب الرب على صراخه: «على مرصدي أقف، وعلى الحصن أنتصب وأراقب لأرى ماذا يقول لي، وماذا أُجيب عن شكواي». ولقد وافاه الرب بكلمات التشجيع: «فأجابني الرب وقال .... إن توانَت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر» (ع1- 3).

ولقد تشدَّد حبقوق وتشجع لهذا الوعد الإلهي، لذا نراه في الأصحاح الثالث مُصليًا بإيمان وثقة كاملين في الرب «يا رب، عملك في وسط السنين أحيِهِ. في وسط السنين عرِّف. في الغضب اذكر الرحمة» (ع2). وما أجمل وأحسن مُجازاة الله ومكافأته للإيمان «بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه» ( عب 11: 6 ). وفي ختام هذا الأصحاح نرى حبقوق مُسبِّحًا بالرغم من حالة الخراب والقحط الشديد التي كان عليها الشعب: «فمع أنه لا يُزهر التين ولا يكون حَملٌ في الكروم ... فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي. الرب السيد قوتي ويجعل قدميَّ كالأيائل ويمشيني على مرتفعاتي» (ع17- 19).

وفي هذا درس عملي لنا نحن الذين وقعت قرعتنا في هذه الأيام الأخيرة والأزمنة الصعبة – حريٌ بنا أن لا نفشل بل نلجأ إلى الرب صارخين بإيمان وثقة كاملة في مواعيده الأمينة، وساكبين قلوبنا أمام عرش نعمته، وهو تبارك اسمه لن يخزى منتظريه، بل لا بد أن يحوِّل نوحنا وبكاءنا إلى فرح وتسبيح: «استمع يا رب .. كن معينًا لي .. حلَلت مِسحي ومنطقتني فرحًا» ( مز 30: 10 ، 11).

ليتنا ونحن في نهاية هذه السنة نصلي لكي يبدأ الرب عمله فينا نحن المؤمنين فيجدد نشاطنا وقوانا الروحية حتى تكون لنا الحياة المكرَّسة له تكريسًا صحيحًا وصادقًا، عالمين أن «الوقت منذ الآن مُقصّر»، فقد يجيء الرب قبل أن تنتهي هذه السنة. «إذًا أيها الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» ( 1كو 15: 58 ).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net