الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مملوء نعمة وحق
وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ ..قَائِلِينَ: هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُل معهم ( لوقا 15: 1 ، 2)
كان «هذا» الذي «يقبل خطاةً» هو الرب يسوع المسيح الذي، مع كونه الكلمة الأزلي، قد «صارَ جسدًا وحلَّ بيننا ... مملوءًا نعمةً وحقًا» ( يو 1:  14). وكانت هذه النعمة غير المحدودة تجذب إليه العَشَّارين والخُطاة؛ المرفوضين والمُحتَقَرين من الناس. فكم كان سهلاً أن يَجدوا طريقهم إلى الرب، لأنه لم يرفضهم كما كان يفعل الآخرون! بل عندما اقتربوا إليه، كانوا يجدون فيه النعمة والرحمة والحب.

لكن القادة الدينيين في تلك الأيام، الذين كانوا يظنون في أنفسهم أنهم أبرار أكثر من سائر الناس، انتقدوا ربنا يسوع قائلين: «هذا يقبل خطاةً!» كما لو كان هذا اتهامًا ضده. وقد سجَّل هو بنفسه – تَبَارك اسمه – رفضهم له: «جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فتقولون: هوذا إنسانٌ أكولٌ وشرِّيب خمر، مُحبٌ للعشارين والخطاة» ( لو 7: 34 عب 7: ). أما هم فلم يعلموا أن هذا الفعل الذي كانوا يدينونه بسببه، كان يُعَبِّر عن كماله المُطلَق، فقد كان مملوءًا نعمةً، لكنه كان أيضًا مملوءًا حقًّا. إنه «قدوسٌ بلا شر ولا دَنس، قد انفصل عن الخطاة» (عب7: 26). لكن مع أنه مُطلَق القداسة، لم يعزل نفسه عن الخُطاة بل كان يَقبَلهم. ومع كونه مُنفصلاً عنهم تمامًا في طبيعته القُدُّوسة، فقد قَبِلَهم مُظهِرًا لهم رحمة لا تنتهي ونعمة لا تنضب.

إن موقف الرب من هؤلاء المرفوضين أظهر جوهر الإنجيل؛ الأخبار المسيحية المُفرِحة: أن الله يَقبَل الخُطاة ويُدخِلهم في شركة معه. هذا هو ما أعلنه الرب يسوع، عندما خَلَّص عَشَّارًا آخر؛ وهو زكَّا: «ابن الإنسان قد جاءَ لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك» ( لو 19:  10). بل إن الرب يسوع دعا عشَّارًا ليصير له تلميذًا ورسولاً؛ وهو لاوي بن حَلفَى (متى)، والذي صار أيضًا واحدًا من أواني الوحي. وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته، وجاء «جمعٌ كثيرٌ من عشارين» و«خطاةٌ كثيرون» إلى هذه الوليمة. ومرة أخرى تذمَّر الكَتَبة والفريسيون قائلين لتلاميذه: «لماذا يأكل معلِّمكم مع العشارين والخطاة؟». أما الرب يسوع فقال لهم: «لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاةً إلى التوبة» ( مت 9: 9 -13؛ مر2: 13-17؛ لو5: 27-32).

عزيزي القارئ .. إنني أتوسل إليك أن تأتي إلى الرب يسوع الآن، وقبل فوات الأوان، فإنه يَقبل خطاةً! إنه قال: «مَن يُقبل إليَّ لا أُخرجه خارجًا» ( يو 6:  37).

رامز سامي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net