الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لأننا أخَوَان
فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ .. فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ .. اعْتَزِلْ عَنِّي. ( تكوين 13: 7 - 9)
لم يسجل الكتاب عن إبراهيم أنه قام بأية محاولة ليُظهر للوط أن رُعاته على حق وأن رعاة لوط على خطأ، فتحرِّي الحقائق قد لا ينفع، وبالتالي لا يؤدي إلى نتيجة مفيدة. لقد كان إبراهيم يسير أمام إلهه، وكان مستعدًا أن يترك الموضوع بجملته – بصوابه وبخطئه – بين يدي الله. أَ ليس في هذا درس للمؤمنين في أيامنا الحاضرة؟ إن الكتاب المقدس يُحرِّض المؤمنين أن يجتهدوا لأجل الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين (يه3)، ولكنه لا يُحرِّضهم مُطلقًا أن يجتهدوا لأجل صالحهم الشخصي. وكم من منازعات للحصول على القوة والعظمة تحت رداء التستر بالدفاع عن المبدأ؟ إن عبد الرب بصفة خاصة يجب ألاَّ يُخاصم ( 2تي 2: 24 )، بل على العكس، يجب أن يكون مثل السيد نفسه؛ وديعًا ومتواضع القلب ( مت 11: 29 ).

إن اقتراح إبراهيم الذي قدَّمه للوط هو اقتراح عملي. وإنه من شِِيَم الرجال الأقوياء الحكماء أن يواجهوا الحقائق بصراحة وبسرعة، وألاَّ يَدَعوا الموقف يتدهور فيلجأوا إلى حلول ميئوس منها لعلاج الأمر. لقد اقترح إبراهيم أن ينعزل كل منهما عن الآخر حتى يتجنبا أية مناسبة أخرى للنزاع بين الرعاة. نحن لا ندري إن كان إبراهيم ولوط قد أوصيا رعاتهما أيضًا بالابتعاد عن بعضهم البعض أم لا. فإذا كانا قد فعلا ذلك، فنستنتج أن هذه النصيحة لم تؤثر في الرعاة. لقد وصلت الأمور إلى الحد الذي يقرر إبراهيم أن الطريقة العملية الوحيدة بالنسبة له وللوط أن يعتزلا عن بعضهما البعض. ومن الأفضل أن ينفصلا جغرافيًا، عن أن ينفصلا في الشهادة لله.

إن إبراهيم عندما تقدَّم بهذا الاقتراح، لم يتخلَّ عن صالح أخيه ويقول مثل قايين: «أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟», كلا. فهو بعد هذه الحادثة بقليل، عندما وقع لوط في مأزق، نجد إبراهيم يسلِّح أهل بيته ويذهبون لإنقاذه ( تك 14: 13 -16).

إننا نجد ما يُقابل هذا في العهد الجديد عندما افترق بولس عن برنابا، عندما توتر الأمر في مسألة تتعلَّق بخدمة الرب ( أع 15: 39 ). وسوَّى هذان الرجلان العظيمان خلافاتهما بدون أن يزجا بالكنيسة في هذا الأمر، ولا نجد مطلقًا في الكتاب المقدس ما يُشير إلى أنه هناك مانع من أن يجتمعا معًا على مائدة الرب. إن غير المتعلِّمين عند أقدام سيدهم الوديع هم الذين يجعلون من آرائهم الشخصية المختلفة سببًا في زج الكنيسة إلى خلافاتهم.

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net