الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لوط وأشراك الغنى
وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، إِذْ كَانَتْ أَمْلاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا ( تكوين 13: 6 )
في لُوط نرى صورة لمؤمن حقيقي يأخذ مكانه خارج العالم، ولكن ليس نتيجة إيمانه بالله، بل تحت تأثير غيره عليه. وهذا واضح من عدّة مواضع في كلمة الله. مثلاً لمَّا ترك أبرام حاران نقرأ «وذهبَ معه لوط»، وأيضًا لمَّا صعد أبرام من مصر نقرأ «فصعِدَ أبرام ... ولوط معه إلى الجنوب» وأيضًا يُوصف بهذا الوصف «لوط السائر مع أبرام» ( تك 12: 4 ؛ 13: 1، 5).

لوط يمِّثل كثيرين ممن يوجدون في مركز صحيح خارج العالم، لكنهم يفعلون ذلك تحت تأثير صديق أو قريب، وليس من قوة مصدرها الإيمان بالله. وهو من أول سيره يُرَى ماشيًا على ضوء غيره، ويا للأسف! كم نُرى نحن بطريقة أو بأخرى مثل لوط، دون أن يكون لنا في أنفسنا إيمان الثقة، الأمر الذي سرعان ما تكشفه الظروف والحوادث. وعندما يجيء الامتحان، ماذا يحدث للمؤمنين الذين يسيرون في نور غيرهم؟! الذي يحدث أنهم يسقطون، ويتركون الطريق الذي لا توجد فيه جاذبيات للجسد، الطريق الذي لم يدرِّبوا أنفسهم على السير فيه، ولم يكن لهم الإيمان الشخصي ليسيروا بقوته.

يجيء أحيانًا الامتحان بالصورة التي جاء بها في قصة أبرام ولوط: «فحدثت مُخاصمة». وواضح أن عِلة هذه المخاصمة كانت تتركز في ممتلكاتهما «فلم يقدرا أن يسكنا معًا»، والسبب المباشر لذلك هو أنه «كانت أملاكهما كثيرة». وكثيرًا ما يحدث أن المؤمنين يتخاصمون بسبب حسدهم الواحد للآخر، إما بالنسبة للغنى الزمني، أو بالنسبة للمواهب الروحية.

وفي قضية أبرام ولوط، كان الغنى الزمني هو عِلة المخاصمة. ومن أين حصلا على هذا الغنى الزمني؟ نحن نذكر أنه لمَّا خرج أبرام من حاران سائرًا في طريق الإيمان، وكان لوط معه، أنهما أخذا كل مقتنياتهما، لكن لم تكن هذه يومًا من الأيام عِلة مخاصمة بينهما ( تك 12: 5 ). لكن في مصر كان أبرام قد حصل على ثروة كثيرة إذ بعد رد نفسه نقرأ: «وكان أبرام غنيًا جدًا في المواشي والفضة والذهب». إذن تكون الثروة التي حصل عليها عند تحوله عن طريق الإيمان، هي عِلة المخاصمة بينه وبين أخيه. وإذ حدثت المخاصمة بين هذين الأخوين لم يستطيعا في هذه الحالة أن يشهدا لله أمام الكنعانيين والفرزيين الساكنين في الأرض.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net