الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مٌجرَّب بلا خطية
لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ ( عبرانيين 4: 15 )
إن كاهننا العظيم قد جُرِّب في كل شيء مثلنا «بلا خطية»، بل هو – له المجد – مُنزَّه عنها إطلاقًا: فكان هو القدوس. وقد تجلَّت هذه الجميلة من جمالات سيدنا في كل حياته، وبخاصة في التجارب التي احتملها، التي لا مثيل لها. فقد احتمل تجارب ”غير بشرية“. إن الرسول يكتب للمؤمنين في كورنثوس قائلاً: «لم تَصِبكم تجربة إلا بشرية» ( 1كو 10: 13 )، أي في نطاق طاقة احتمال البشر. أما سيدنا – له المجد – فقد واجه المُجرِّب في تجارب ”غير بشرية“ لأنه القدوس الكامل. ولئن لم يذكر الوحي سوى ثلاث من تجاربه فقط: التجربة الطبيعية لإغرائه – تبارك اسمه – أن يصنع من الحجارة خبزًا. ثم التجربة العالمية أو الدنيوية حين قدَّم له المُجرِّب جميع ممالك المسكونة إغراءً للسجود له!! وأخيرًا بحسب ترتيب لوقا الأدبي، التجربة الدينية، لتحريضه – له المجد – على طرح نفسه من على جناح الهيكل ( لو 4: 1 -13). نقول ولئن لم يذكر الوحي إلا هذه الثلاث تجارب فلأنها تجارب بشرية، نحن المؤمنين مُعرَّضون لها. أما تجارب الأربعين نهارًا والأربعين ليلة، فإنها ليست في نطاق ”البشرية“ لأن إبليس كان يعلَم أنه يُجرِّب ”القدوس“ الكامل الذي قال هو عنه: «أنت قدوسُ الله» ( مر 1: 24 )، ومن ثم عرض عليه ما لم يعرضه على غيره من البشر.

وتبارك اسمه فإنه في التجارب غير البشرية أو البشرية، كان هو القدوس بلا خطية. فقد هوجم من كل اتجاه، وفي عالم خَرِب تاعس امتلأ بكل ما يبعث الألم. ففي مطلَع حياته قدَّم له المُجرِّب طُعمُه المسموم، وفي نهايتها ناوشه بصورة الصليب في البستان لعله يفلح في إثناء عزمه، وأخيرًا عند موته – له المجد – يوم ظهر بشوكته وبالهيئات التي أحاطت به، وتصايَحت بفم واحد: «اصلِبهُ! اصلِبهُ!»؛ ثيران كثيرة، أقوياء باشان، كلاب، جماعة من الأشرار.

وإذ كان بلا خطية – متفردًا في هذه الخاصية وحده – فقد كان الهدف الأول بلا مثيل، للتجريب من جانب الشيطان الذي كانت أُمنيته الوحيدة الغالية والمتهورة في آنٍ معًا، أن يُقحم الخطية على القدوس البار. كلا! لقد طاش سهمه، فإنه في نهاية المطاف، وكآخر ما كان في جُعبته، أتى كرئيس هذا العالم ( يو 14: 30 ). لكن لم يكن له فيه شيء، فلا خطية في الداخل يمكن أن يستثيرها، ولا ثغرة في اعتماده على الله تسمح باقتحام الخطية.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net