الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَسرَّة الرب في الإنسان
لَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ ( أمثال 8: 31 )
يجد الله سروره في الإلفة والشركة مع الإنسان، ويتوق لأن تكون بينه وبين الإنسان علاقة شخصية روحية مؤسسة على الإيمان والمحبة. فمنذ سقوط الإنسان في الجنة، والله يعمل بطرق ووسائل متنوعة لاسترداد الإنسان وإيجاده في حالة الشركة الحُبية معه. فبحث عنه في تيهانه وضلاله، واجتذبه بمحبته، وربح قلبه بنعمته، وكفَّر عن خطيته، وستر عريه، ومنحه نعمة الحياة الأبدية والشركة المسيحية. وهذه كلها ليست هي فرائض كنسية عندما يؤديها الإنسان تكون له شركة مع الله، وليست بالاجتهاد لمحاولة إرضائه بطرق متنوعة حتى لو كان لها طابع الإخلاص. فالشركة الحقيقية تبدأ بتمتع الإنسان بغفران خطاياه ونواله الحياة التي تؤهله للشركة مع الله، وهذه الشركة تعني أن يكون لنا الله ذاته ولنا الابن ذاته، ونحن نجد سرورنا وفرحنا في الآب وفي ابنه يسوع المسيح. وهذا هو كمال وروعة الشركة المسيحية وعمقها، وهذه الشركة التي صارت لنا الآن لم يتمتع بها الآباء القدامى حتى في أرفع مستويات شركتهم مع الله كإبراهيم أو موسى وداود لأنهم لم يكونوا نظيرنا نحن الذين لنا شركة مع أبينا في سروره ومحبته للمسيح. ولكي تكون لنا قوة هذه الشركة وأفراحها، يجب أن تكون لنا الفرص الهادئة في حضرة الرب وأمام كلمته، وعلى قدر ما يستحضر لنا الروح القدس شخص المسيح في إنجازاته على الصليب وما صار لنا من بركات في المسيح، وعلى قدر ما نرى في المسيح أماننا وسلامنا .. كفايتنا وغنانا .. آمالنا ورجاءنا .. على قدر ما تكون الشركة في نضارتها وحيويتها الدائمة. فالشركة المسيحية ليست هدفًا نسعى إليه، بقدر ما هي حقيقية نتمتع بها الآن ونحيا فيها إلى الأبد حيث سيكون فرحنا هناك كاملاً.

هل صارت لك هذه الشركة المسيحية السامية؟ إن إيمانك القلبي بالمسيح كمخلِّصك الشخصي يُتيح لك امتياز الوجود في هذه الشركة والتمتع بها.

عزيزي .. ليتك لا تنشغل بالماضي، بحسناته أو بسيئاته، بانتصاراته أو بهزائمه، بل ليكن اهتمامك منحصرًا فيما فوق حيث المسيح جالس ( كو 3: 1 )، ولتكن شركتك مع الرب كالحديث المستمر المتبادل، أو تبادل الرأي أو الأخذ والرد الذي لا ينقطع طالما نحن هنا متغربين عنه بالجسد إلى أن نلقاه وجهًا لوجه. له كل المجد.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net