الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صِغَر النفس المطلوب
أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي, بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟ هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى, وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي ( قضاة 6: 15 )
لقد جاءت إجابة جدعون على دعوة الرب وإرساليته لتنفي أي استحقاق أو مقدرة، لا في حَسَبه ونسَبه، أو في شخصيته وقدراته. ورغمًا عن أن الكثيرين قد يَرون في ذلك شعورًا سلبيًا من جانب جدعون، لا يليق – بحسب وجهة نظرهم – بأن يكون إجابة على دعوة الرب وإرساليته من الوجهة الروحية، ولا يصح أن يكون من شِيَمِ الأبطال والقادة من الناحية النفسية، إلا أننا مِن الناحية الكتابية، والخبرة الواقعية، يُمكننا أن نؤكد أن رَّد جدعون كان يحمل قيمة إيجابية عالية، بل ولازمة.

إن كل الذين استخدمهم الرب نظير جدعون وموسى وأليشع وإرميا وغيرهم، عندما جاءت لحظة الإرسالية الحاسمة، شعروا بصغرهم الشديد وعدم استحقاقهم أو نفعهم، باعتبار أنه «مَن هو كُفؤٌ لهذه الأمور؟» ( 2كو 2: 16 ). ولمثل هؤلاء تجيء إجابة الرب الفورية: «إني أكونُ معكَ» ( قض 6: 16 )، و«كفايتنا من الله» ( 2كو 3: 5 ).

أحبائي: إن ملء الله يتطلب إناءً فارغًا، وقدرة الله تستلزم آنية خزفية تعرف عن يقين هشاشتها وضعفها، وكفاية الله مُتاحة لمَنْ يشعرون بصدق عدم كفايتهم في ذواتهم، وحياة الله تنساب فيمَن يختبرون الموت، وهذا عكس ما تُعلِّمه مدارس العالم على خط مستقيم، حيث إنها تُعمّق وتغرس الشعور بالقيمة الذاتية والكفاية البشرية التي تقود للاستغناء عن الله والاتكال على الجسد.

إن الشعور بأننا شيء، لسبب الحَسَبْ والنَّسَبْ، أو لسبب الإمكانيات الذهنية أو الكتابية أو المادية أو النفسية أو ... إلخ. هي في الواقع مُعطِّلات، أكثر منها مؤهلات، أمام استخدام الرب لنا. إننا لا نقلل مُطلقًا من قَدر وقيمة هذه الإمكانيات، إن وُجدت بالفعل، ولكن – في مدرسة الله وتدريباته – هناك فارق شاسع بين وجود الإمكانيات من جهة، وشعور الشخص بوجودها واتكاله عليها من الجهة الأخرى.

إن درس اختبار ”لا شيئيتنا“ مُذل لكنه لازم. إن الشعور بصِغَرنا في ذواتنا: خبرة وإمكانيات، قد يرفضه المجتمع، بل وحتى بعض القادة في مسيحية ابتعدت كثيرًا – بكل أسف – عن المبادئ الكتابية. لكننا نؤكد أن شعورنا بصِغَِرنا الشديد إزاء دعوة الله وإرساليته وخدمته هي النقطة الأولى التي يصلح معها الانطلاق لخدمة حقيقية للرب.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net