الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كبرياء الأردن
إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ، فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟ وَإِنْ كُنْتَ .. فِي أَرْضِ السَّلاَمِ، فَكَيْفَ تَعْمَلُ فِي .. الأُرْدُنِّ؟ ( إرميا 12: 5 )
يا لها من حكمة رائعة تلك التي جاءت في إرميا 12: 5! إنها تُجيب عن أسئلة كثيرة تراودنا في مواقف متعددة خصوصًا تلك المواقف المرتبطة بالألم والضيقات في حياتنا. حيث يضع أمامنا الروح القدس هنا تساؤلاً رائعًا إجابته بديهية؛ فالشخص الذي يتعب بمجرد الجري مع المُشاة، كيف له أن يتبارى مع الخيل في السباق؟ فالأمر يحتاج تدريب ومجهود وضغوط حتى يكون الإنسان كفوًا للسباق مع الخيل. ويعود فيسأل عن كل مَن لا يواجه ألمًا أو ضيقًا بل هو منبطح طوال الوقت في أرض السلام، كيف له أن يُقاوم كبرياء الأردن وأمواجه العالية ورياحه العاتية؟ فطفل صغير تدرب على السباحة في الأردن، لهو أفضل من شاب مفتول العضلات لم يجرِّب إلا الإنبطاح في أرض السلام.

هكذا أراد الرب أن يُعلِّمنا الفائدة التي تعود علينا من التواجد في وسط الأزمات والضيقات التي تمر بنا، فهي تُقوي عضلات إيماننا، وتجعلنا أكثر كفاءة وقدرة على التمسك بالله وبمواعيده والتعمق أكثر في الإيمان به، إنها فرصة لا تُعوَّض لكي يتزكى إيماننا، ونزداد رسوخًا وثباتًا في إلهنا الحي. فيوسف ذلك الفتى المُدلل أصبح رجلاً من رجال العهد القديم الأُمناء بعد أن عمل في كبرياء الأردن، وأصبح قادرًا على أن يباري الخيل. وإبراهيم رجل الإيمان صار أبًا للمؤمنين بعد ما تألم وبقيَ سنوات طويلة يعمل في كبرياء الأردن إلى أن وصل لدرجة سامية من الإيمان.

أما عن نتيجة العمل في كبرياء الأردن فيوضحها لنا الوحي في ذات السفر؛ سفر إرميا، فيقول لنا إن مَنْ يعمل في كبرياء الأردن سيخرج كأسد قوي قادر على المواجهة، والأمر الثاني أنه سيخرج إلى مرعى دائم «هوذا يصعد كأسد من كبرياء الأردن إلى مرعى دائم» ( إر 49: 19 ). وهذا هو الوجه الآخر للألم؛ فالألم في نظر الناس هو أمر لا فائدة منه، ولا يوجد داعٍ له، أما نحن فإننا ننظر للأمر من جهة أخرى حيث نتعلَّم أن الألم هو فرصة لتقوية إيماننا، وكذلك هو مُقدمة لبركات عظمى وخيرات إلهية جزيلة يعوزنا الوقت لنسردها.

أخي الحبيب: هل تقبل أن تكون واحدًا مِن ضمن مَن يعملون بكل قوة وبسالة في كبرياء الأردن. ثق أن الرب لن يتركك، بل سيُخرجك من النار إناءً نقيًا نافعًا لخدمته أكثر واكثر.

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net