الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 31 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطرس وشفاء المُقعَد
بِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ، شَدَّدَ اسْمُهُ هَذَا الَّذِي تَنْظُرُونَهُ .. ، وَالإِيمَانُ الَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَعْطَاهُ هَذِهِ الصِّحَّة ( أعمال 3: 16 )
هذا الرجل الذي كان أعرجًا منذ ولادته «من بطن أُمهِ يُحمَل»، وكان موضوعًا عند باب الهيكل «ليسأل صَدَقة من الذين يدخلون الهيكل» ( أع 3: 2 ). ومن أعمال 4: 22 نعرف أن «الإنسان الذي صارت فيه آية الشفاء هذه، كان له أكثر من أربعين سنة» ( أع 4: 22 )؛ أي أنه قد اكتملت فيه مدة الاختبار أو الامتحان. وذلك الرجل لم يَنَل الشفاء على يدي الرب يسوع عندما كان في الجسد، مع أن المسيح كثيرًا ما زار الهيكل وعَلَّم فيه، ولكنه شُفيَ «باسم يسوع المسيح الناصري» المُمجَّد في السماء (ع6). ولم يكن لدى بطرس فضة ولا ذهب ليتصدَّق بها على الرجل، ولكن كان لديه قوة اسم يسوع المسيح، وبها شفى الرجل في الحال بشكل مُبهِر. واليوم نجد الكثير من المؤمنين الغيورين مشغولين بجمع الفضة والذهب لمُساندة عمل الله، ولكنهم - في الوقت نفسه - يُهملون استخدام قوة اسم يسوع المسيح. ولذلك فهذه الحادثة هي لتوبيخنا.

وبسبب إعاقته، كان ذلك الرجل عاجزًا بالنسبة لمطاليب معيَّنة للناموس؛ أما الآن، وقد أزالت النعمة إعاقته وعجزه، استطاع أن يدخل الهيكل بدون معطلات. وبسبب تمسّكه وتعلقه ببطرس ويوحنا (ع11)، لم يكن هناك سبيل لإخفاء الذين كانوا السبب في شفائه. وهذا أعطى بطرس فرصة الشهادة. وقد أنكر بطرس أن له أو ليوحنا أي فضل في ما حدث بقوله: «لماذا تشخَصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟» (ع12)، هذا لكي يملأ يسوع المُمجَّد المشهد كله.

وشجاعة بطرس هنا مشهود لها، فقد اتهم الجمع بإنكار «القدوس البار» (ع14)، مع أنه هو نفسه، لم تمر عليه إلا أسابيع قليلة منذ أنكر سيده. لقد كان مطروحًا على الشعب أن يختاروا بين «رئِيس الحياة» (مَن يَهَب الحياة)، وبين «رَجُل قَاتِل» (ينتزع الحياة). فاختاروا أن يقتلوا «رئيس الحياة»، وطلبوا أن يوهَب لهم «رجلٌ قاتل». ولكن الذي قتلوه أقامه الله من الأموات، وبذلك ثبَّتت عليهم جريمة التمرُّد على الله. كما أن الشفاء والصحة الكاملة مُنحت لذلك الرجل الأعرج، بقوة اسمه، بالإيمان (ع16). لم يكن في إمكانهم أن يروا مجد يسوع في السماء، ولكن استطاعوا أن يروا المعجزة التي جرت باسمه على الأرض. فذلك الشفاء الذي جرى على الأرض، كان مرتبطًا بالمجد الذي في السماء.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net