الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل يقول ولا يفعل؟
لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ ( عدد 23: 19 )
هذه الكلمات تُعبِّر عن حق ثابت وصحيح، يبعث في النفس الطمأنينة والسلام والهدوء، ويجعل القلب ثابت وسط متغيرات الحياة المفاجئة والغريبة. ولكن دعنا نتأمل: لماذا يختلف الرب كل الإختلاف عن الإنسان في كلامه ووعوده؟

أولاً: الإنسان ضعيف، والرب قوي: فالإنسان بطبيعته هش وإمكانياته محدودة للغاية، للدرجة التي معها يُغيّر كلامه، حتى وإن كان يمتلك سلطة، نظير داود الذي غيّر كلامه مع مفيبوشث مرتين. لكن الرب شديد القوة والقدرة فلا يُفقد شيء من كلامه. حقًا ما أغبطنا بإلهنا الذي يحيطنا بذراعيه، ويُطمئنا بكلمات شفتيه، ويُدفئنا بمحبة قلبه، ويشملنا برعايته، ويغمرنا بصدق مواعيده! فيا قلب في كل الأمور، حلوها مع مُرها، اسعد به، واهنأ بوعده، لأن الوعد راسٍ كالجبل، والخير فيه مُشتَمل.

ثانيًا: الإنسان يجهل المستقبل، والرب يعلم كل شيء: الإنسان لا يدري ما يُخبئه الزمن، ولا يعلم ما تحمله له الأيام، لذا من السهل أن يُغيِّر كلامه، وينسى ما وعد به. أما الرب فيعلَم الآتيات، ومُخبر بكل ما في المستقبل قريبًا كان أو بعيدًا، فلا يُجبره حَدَث، مهما كان، على أن يُغيّر كلامه وينقض وعده. وهو ليس فقط يجلب الخير ويستبعد الشر، بل في سلطانه أن يُحوّل الشر خيرًا، وأن يستخرج منه بركات جزيلة. فيا قلب اطمئن واهدأ، وثق فيه واهنأ، فهو لا يُغيّر ما خرج من شفتيه.

ثالثًا: الإنسان يتغير، أما الرب فلا يتغير: الإنسان يتغير كيانه مع مرور الزمن، وتتغير مفاهيمه للأمور ونظرته لكل شيء. أما الرب «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» ( يع 1: 17 ). لقد قال: «أني أنا الرب لا أتغيَّر» ( ملا 3: 6 ). فهل تطمئن له، وتسلِّم في يده كل الأمور، وتضع الحياة والأيام كلها تحت تصرفه؟

رابعًا: الإنسان يتأثر، أما الرب فلا يتأثر بشيء: الإنسان يتأثر بالأحداث التي تدور حوله، وبالأشخاص الذين يتعامل معهم، سلبيًا وإيجابيًا، أما الرب فثابت كما هو، لا شيء يُؤثر فيه، بل هو المُؤثر في كل شيء، والمُسيطر على الجميع. وهذا أيضًا يبعث في القلب الهدوء والراحة مهما كان حجم الانزعاج والمخاوف من حولنا. فالعالم من يوم أن استقل عن الله بدخول الخطية وهو كالبحر المضطرب، أما المؤمنون فقد قُطعوا منه، وصاروا للرب تابعين، فالسلام من نصيبهم، حتى في أحلك الظروف وأشد الصروف.

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net