الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 يناير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تكفيكَ نعْمَتي
تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ ( 2كورنثوس 12: 9 )
ها نحن على أعتاب سنة جديدة. نقف متسائلين: تُرى، ماذا ينتظرنا في المرحلة القادمة؟ وماذا يُخبئ لنا المستقبل؟ أَ يُسر أم عُسر؟ أَ انتصار أم اندحار؟ أَ صعود أم هبوط؟ أَ صحة أم مرض؟ أَ نجاح أم فشل؟ أَ تكون شمس حياتنا مشرقة أم تضرب الهموم خباءها الداكن في سمائنا؟

على أنه وإن جهلنا أمر الغد، ووقفنا بإزائه نطرق بابه الموصد ونعالج فتحه على مصراعيه، فلا نستطيع، ولكننا لا نفزع ولا نجزع لأن الرب يسوع الذي سار معنا في الماضي لا يزال هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد، يُناضل الأعوام المتتالية والأجيال المتعاقبة ولا يُهزَم، وهو الرفيق الأمين لنا في الحاضر والمستقبل، ومهما كانت الزوابع التي تلاطم سفينة الحياة لا خوف إذ هو تعالى الربان الماهر الذي يحفظها من مواقع الخطر ويقودها إلى مواطن السلام.

وحريٌّ بنا أن نخطو إلى الأمام بقلوب مطمئنة مُسلِّمين زمام حياتنا إلى ربنا المبارك، ولا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نعترض على أعماله معنا أو نُملي عليه إرادتنا، إذ من حقه أن يأمر، ومن واجبنا أن نُطيع. ومتى حلَّ بنا خطب أو نزلت بنا كارثة فلنخر قدامه خاشعين ولا ننبس بكلمة ولا نرفع عقائرنا بالشكوى. وبعيدًا عن كل ضوضاء ننصت لصوته وهو يعزف في آذاننا تلك الأنشودة الشجية «تكفيك نعمتي»، فنجد فيها قوة وسلوانًا، كما رأى فيها الرسول تعزية وبلسانًا.

ولا يدور بخلدنا أن الظروف المُمَهَّدة، والطرق المُعبَّدة هي التي نرى فيها السعادة والهناء، فلَكَم أنتجت الصعاب والضيقات أبهى النعم وأفضل البركات. وجدير بنا أن لا نولي الأدبار من وجه الآلام التي يهبها الله لنا إذ في طيها نجد الخير الجزيل. وعلينا أن نرحب بها بمنتهى السرور، مُرددين ذلك القول المأثور: ”ربي إن كان أتون التجارب يُقربني إليك فَحمّه سبعة أضعاف“. وعندما تشتد العواصف، ونسمع رعد الضيق القاصف، فلنقف ثابتين غير خائفين، ونطلب المعونة من الله مُرنمين:

إن تَطْم حَوْلي النَّائِباتْ كاللُّجِّ وَسْطَ البحرِ
يَدُمْ سلامي في ثَباتْ أساسُهُ في الصَّخرِ

إسحق لوزا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net