الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 يناير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
توبة شاول الطرسوسي
وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ الْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَدًا ... وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ ( أعمال 9: 8 ، 9)
كان ”شاول“ لا يزال مملوءًا بحماس وحشي لاضطهاد المؤمنين بالمسيح، عندما اعترض الرب مَسَار حياته وهو في الطريق إلى دمشق، وكشف له عن نفسه في ومضة من النور السماوي، أضاءت ليس حوله فقط، بل وصلت إلى ضميره أيضًا. ونستطيع أن نُمَيِّز في كل ملمَح أساسي سُجِّل، علامات التغيير الحقيقي. فهناك النور الذي يشق طريقه إلى الضمير، واستعلان الرب يسوع للقلب، والتبكيت على الخطية في الكلمات «شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟» (ع4)، وانهيار كل مقاومة واعتزاز بالذات في الكلمات «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟» (ع6). فعندما يُعلن المسيح نفسه، وعندما يُبكِّت الضمير على الخطايا، وعند الخضوع بتواضع ليسوع كَرِب، يكون قد حدث التغيير الحقيقي، وإن ظل هناك الكثير الذي على النفس أن تتعلمه. وكانت تعاملات الرب شخصية تمامًا مع بولس، أما بالنسبة لمرافقيه، فقد وقفوا متحيرين، ولم يفهموا شيئًا مما حدث.

بظهور الرب الهائل هذا، أُصيب شاول بالعمى حرفيًا، بالنسبة للعالم. وعندما أُقتيد إلى ”دمشق“، قضى ثلاثة أيام لن ينساها أبدًا، أيام تغلغل فيها مغزى هذه الرؤيا في روحه. ولكونه قد عميَ، لم يشتت تفكيره شيء، ولم يفكر حتى في طعام أو شراب. وكما حدث مع حزقيال - كتمهيد لتكليفه بالخدمة - جلس بين المسبيين عند نهر ”خابور“ «وحيث سكنوا هناكَ سكنت سبعة أيام مُتحيِّرًا في وسطهم» ( حز 3: 15 )، هكذا جلس شاول متحيرًا في دمشق، لمدة ثلاثة أيام فقط، ولكن اختباراته كانت أعمق درجة. ويمكن أن نقرأ لمحة عنها في 1تيموثاوس1: 12-17. لقد كان مُتحيِّرًا تجاه ذنبه العظيم ”كأول الخطاة“، وحَيَّرته أكثر نعمة الله الغنية الفائضة، التي رحمته. وخلال تلك الأيام الثلاثة، من الواضح أنه مرّ بعملية روحية هي الموت والقيامة. لقد تأسَّس في قلبه ما عبَّر عنه فيما بعد بقوله «مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ» ( غل 2: 20 ).

وخلال تلك الأيام الثلاثة رأى شاول «في رؤيا رجلاً اسمُهُ حنانيا داخلاً وواضعًا يده عليهِ لكي يُبصِر» (ع12)، وفي نهايتها تحقَّقت الرؤيا. فوصل حنانيا، وفعل كما قيل له (في الرؤيا)، وقال له: «أيها الأخ شاول قد أرسلني الرب يسوع ... لكي تُبصِر وتمتلئ من الروح القدس» (ع17). في ذلك الوقت، كان شاول قد آمن، لأنه للمؤمنين فقط، يُعْطى الروح القدس.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net