الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمانـة مردخاي
فَكَانَ .عَبِيدِ الْمَلِكِ الَّذِينَ بِبَابِ الْمَلِكِ يَجْثُونَ..لِهَامَانَ ..فَقَالَ عَبِيدُ الْمَلِكِ..لِمُرْدَخَايَ: لِمَاذَا تَتَعَدَّى أَمْرَ الْمَلِكِ؟ ( أس 3: 2 ، 3)
لا يذكر لنا الكتاب ما قاله عبيد الملك لمردخاي بالتفصيل، ولكن من المؤكد أنهم كانوا في ذلك الوقت، كما هي العادة في أيامنا هذه، ينصحونه بعدم التعنت في أمر السجود لهامان الأجاجي ( أس 3: 1 ، 2). وحتى إن لم يكن معترفًا بالسجود أمام هامان فلأجل سلامة نفسه، ولأجل سلامة شعبه، وأيضًا من ”حُسن السياسة“ أن يتصرف كبقية خدام الملك.

وإننا نُعجب كل الإعجاب بثبات مردخاي الذي استمر يومًا فيومًا واقفًا بجانب الله ضد عدوه العماليقي! حينئذٍ جاءت الأيام الصعبة عندما صدر ذلك الحكم القاسي بإهلاك شعب اليهود بأسره. ويا له من وقت امتحان لمردخاي! ولو كان الأمر قاصرًا عليه لأن يتحمل مسؤولية هذا التصرف، لهان الأمر، ولكن بعمله هذا ورَّط الكثيرين معه حتى أقرباءه وأعزاءه. أوَ َلم يكن في ذلك متطرفًا أكثر من اللازم؟ كلا، فبين يديه كلمة الله التي لا تُخطئ أبدًا. وإن كان الظاهر أنه سيهلك هو وشعبه بسبب هذا الموقف، إنما كانت تلك في الواقع فرصة لله لكي يُظهر مقدار اهتمامه بعبيده الأُمناء، وسهره على تتميمم مواعيده لهم. إنه قال: «حاشا لي! فإني أُكرم الذين يُكرمونني» ( 1صم 2: 30 ). ولقد سعى مردخاي إلى إكرام الله، فلا بد أن الله يُكرمه تتميمًا لوعده، فيفشل العدو في كل خططه التي دبرها ضد عبد الله. وما قصد هامان أن يعمله بمردخاي ردَّه الله عليه، إذ صُلِبَ على نفس الخشبة التي أعدَّها لمردخاي. والعظمة والرِفعة والجلال التي تصوَّر هامان أنها ستكون من نصيبه، صارت من نصيب مردخاي «فأخذ هامان اللِّباس والفَرَس وألبس مردخاي وأركبه في ساحة المدينة، ونادى قدامه: هكذا يُصنع للرجل الذي يُسرُّ الملك بأن يُكرمه» ( أس 6: 11 ).

ويا لهذا من تشجيع لأولئك المتألمين لأجل البر، الذين لا يريدون أن يكونوا تحت نير مع غير المؤمنين ( 2كو 6: 14 )؛ أولئك الذين يعرفون ما يقوله الله ويسيرون بمقتضاه مهما كلَّفهم الأمر، ويقبلون عن طيب خاطر أن يكون لهم ضيق في الجسد، فيُقدمون بذلك لله الفرصة التي يُسرّ قلبه بأن ينتهزها لكي يبرهن على أنه ”يُكرم الذين يُكرمونه“؛ يُكْرِمهم ليس أمام كرسي المسيح فحسب، بل هنا أيضًا، ونحن سائرون في طريقنا إلى المجد.

كالظهر حقكَ الخفي يجعله ظاهـرْ
فانتظر الربَ العلي وكُن لـه صابـرْ

و. ج. مكلور
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net